حسين القاصد
في أكثر من محاضرة لطلبتي في الدكتوراه، وفي أكثر من مناسبة أقول ليس للدرس اللساني وتحليل الخطاب بل ليس للدراسات الثقافية أن تبقى جميعها سجينة العلوم الإنسانية.
أتذكر أني في أطروحة الدكتوراه حين تناولت الجواهري الخالد، خرجت عن المألوف الأكاديمي وقوانينه الصارمة، حين وقفت عند تاريخ ميلاد الجواهري، وعلى الرغم من أن لا دقة في كل تواريخ ميلاده، لكني استلطفت التاريخ الأشهر وهو ( ١٩٠٠ )، وقلت يمثل ميلاد الجواهري في هذه السنة تحديدا تقويماً سنويا لكل من ولد بعده؛ فالشخص الذي ولد في العام (١٩٦٠) سيقول: ولدت حين كان الجواهري في الستين من عمره، ومثل ذلك من ولد في ( ١٩٨٠) و ( ١٩٩٠)، فالسنوات التي بعد (١٩٠٠) هي عمر الجواهري.
قلت: إني استلطفت تاريخ الميلاد هذا دون غيره، ثم كتبت هذه المفارقة التي هي خروج عن المتن، ولو كان مشرفي غير العلامة القدير سعيد عدنان لما سمح بذلك.
الرياضيات علم محض، لكن إيصاله يتم باللغة، واللغة بنت العاطفة والوجدان، وبنت الانفعالات والألغاز والمخاتلة، لذلك للنقد الثقافي أن يدخل من هذا الباب.أنت الآن في العام ( ١٢٥) فقط لا غير، وعليك أن تنسى السنين الـ ( ١٩٠٠) فهي قبل ولادة الجواهري!! على سبيل المفارقة لا الحقيقة العلمية؛ لكن علمياً عليك أن تعرف أنك في العام ( ١٢٥)، وسأشرح لك الأمر.لو كان في جيبك (١٢٥) دينارا فاطرح منها عمرك ستعرف سيكون الباقي تاريخ ميلادك.
جرب أن تطرح عمرك من العدد ( ١٢٥) سيظهر لك تاريخ ميلادك، مثلا:أنا في السادسة والخمسين من عمري:١٢٥ - ٥٦ = ٦٩.. وأنا من مواليد ٦٩ فعلاً..مفارقة جميلة أليس كذلك؟فلتكن من النكات الثقافية الرياضية التي وفرتها اللغة والرياضيات معاً.
هامش:مواليد ما بعد العام (٢٠٠٠) فيها تفصيل آخر.٢ / ١٢ / ٢٠٢٥