05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
29 Jun
29Jun

إلهام عبد القادر عبد الرحمن 

 الاختبار العظيم: كيف تقودنا المِحنة إلى أعظم نسخنا؟

لكل إنسان "قصة" عليه أن يحلّها… هي السر، وهي المفتاحفي زحام الحياة وتسارع الأيام، نظن أن ما يحدث لنا عشوائي أو مجرد حظ.

نبحث عن النجاح، الهروب من الألم، ونقارن أنفسنا بالآخرين، لكن قليلًا ما نتوقف لنسأل السؤال الأهم:

ما هو اختباري الحقيقي؟

ذلك السؤال الذي، إن امتلكنا الشجاعة للإجابة عليه، يقودنا نحو أعظم نسخة من أنفسنا.

في هذا المقال، نغوص معًا في أحد أسرار الحياة العميقة: أن لكل إنسان قصة خُلق ليحلّها، واختبار خُصّ به وحده، لا يمكن لأحد أن يخوضه مكانه، لكنه إن فهمه، تغير كل شيء.

الاختبار العظيم:

سر الحياة الذي لا يخبرك به أحد من أعظم الأسرار التي تعلمتها مؤخرًا، واختبرتها بعد بحث عميق دام سنوات عديدة عرفت حديثا بل واختربته، أن الحياة ليست مجرد سلسلة من الأحداث أو الفرص، بل هي اختبار… اختبار عميق وخاص بكل إنسان، يكشف جوهره، ويصقل روحه، ويفتح له أبواب الفهم والوعي.

كلّنا نحمل في دواخلنا جانبًا مظلمًا نحاول التستر عليه.

زاوية ما نتحاشى النظر إليها. فشل مرّ، أو جرح قديم، أو قصة نتهرب من روايتها حتى لأنفسنا.

قد يكون ألمًا في الجسد، أو اضطرابًا في العلاقات، أو صراعًا مع المال، أو شكًا في الذات، أو حتى شعورًا دفينًا بعدم الاستحقاق.

لكن المفارقة أن هذا الجانب المظلم، المؤلم، المخيف… هو بالذات مفتاح تطوّرك.

هو الاختبار الحقيقي الذي خُلقت لتجتازه.

صحيح أن الحياة تمتحنك في تفاصيل كثيرة، لكن هناك زاوية واحدة محورية تُلحّ عليك، تعيد نفسها بأشكال مختلفة، تختبرك مرارًا وتكرارًا، حتى تنتبه، حتى تواجه، حتى تُقرر أن تخوض غمار هذه القصة للنهاية.

الكثيرون يختارون التجاهل.

يهربون من الألم، يخبّئون الضعف، يزيّنون الواقع، ويعيشون على هامش الحقيقة. لكنهم يظلون يدورون في نفس الحلقة، يُختبرون في ذات المساحة، يظنون أنهم يتقدمون، بينما هم في الحقيقة يتفادون المواجهة.

أما من يملك الشجاعة، ويعترف لنفسه أولًا بالقصة… فإنه يبدأ رحلة التحوّل.رحلة تتطلب قراءة، بحثًا عميقًا، تأملاً طويلًا، وكمية لا بأس بها من الألم، لأنها ليست رحلة سهلة.

لكنها تستحق.

لأنك كلما اقتربت من هذا الجانب، كلما بدأت تفهم. وكلما فهمت، بدأت ترى.

وما أن ترى، حتى تتضح لك المعضلة، وتبدأ في فكّ رموزها، ومن ثمّ حلها.وهنا فقط… تتغير حياتك.

فحلّ هذه "القصة" في حياتك ليس مجرد إنجاز شخصي.

إنه لحظة وعي، لحظة تحوّل، لحظة تُدرك فيها أنك لم تكن ضحية الظروف… بل كنت تسير نحو إدراك ذاتك الحقيقية.ولهذا، لا تقل:
"أنا منحوس ، أنا لا أستحق، أنا لا أستطيعبل قل:
"هذا اختباري، وأنا مستعد لفهمه، لحلّه، ولأصبح سيدًا فيه.

لأن سر الحياة ليس في الهروب من الألم، بل في فهمه.

وسر القوة ليس في إخفاء الضعف، بل في تجاوزه.

وسر النجاح ليس في جمع الإنجازات، بل في حلّ القصة العميقة التي خُلقت لأجلها.

لا أحد ينجو من الحياة دون امتحان، لكن القليل فقط من يفهم أن الامتحان لم يُرسل ليؤذيه، بل ليُوقظه.

توقّف عن مطاردة الحياة كما يتوه الظمآن في السراب… وابدأ رحلتك الحقيقية من حيث تؤلمك القصة.
لا تخجل من فشلك، لا تخف من ضعفك، لا تهرب من ألمك… بل واجهه.

في عمق هذا الاختبار، يكمن مفتاحك.وفي قلب هذا الألم، يولد وعيك.

وحين تحلّ قصتك، ستدرك أن الحياة لم تكن ضدك يومًا…بل كانت تدعوك، بلُطفٍ خفيّ، لأن تصبح من أنت حقًا.

 أربيل في 20 حزيران 2025 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن