شغف الطفولة يتحول إلى مسار أكاديمي المواطن / قاسم الكعبي رغم تقديمه على ثلاث كليات هي: الآداب، الفنون الجميلة، والتربية الرياضية،
لم تغب كلية الآثار عن أفكار الأستاذ سهيل التميمي، الذي كان يرى في الآثار العراقية محور اهتمام العالم. ومن هذا الإيمان العميق، قرر أن يكون أحد المشاركين في إظهار هذا الإرث الحضاري، فالتحق بـكلية الآثار – قسم الآثار القديمة، وتخرج منها ليبدأ مسيرته العلمية والمهنية في مجال التنقيب والدراسة.
و بعد عدة سنوات من التخرج، أكمل التميمي دراسة الماجستير، وهو يشغل اليوم منصب مدير قسم التنقيبات في الهيئة العامة للآثار والتراث. البعثات التنقيبية… شغف ميداني وتوثيق دقيق شارك التميمي في أكثر من عشر بعثات تنقيبية، تنوعت أدواره فيها بين رئيس بعثة وعضو فاعل.
ويؤكد: “كنت أحرص خلال عمليات التنقيب على الحفاظ على القطع الأثرية، واعتبرها إرثًا حضاريًا يجب الاهتمام به وإظهاره للعالم.”
ويضيف: "شاركت في أول بعثة تنقيبية عام 2008 في محافظة كربلاء، ثم عملت في عدة بعثات لاحقة. لكن الأقرب إلى قلبي كانت البعثة في مدينة الحيرة، حيث عثرت على صليب حجري أثناء عمليات التنقيب، وكنت أحرص على توثيق كل خطوة من أعمال التنقيب بدقة.”
تل أبو الذهب… من موقع أثري إلى رسالة ماجستير أثناء عمله في بعثة تنقيبية في موقع تل أبو الذهب بمحافظة ذي قار، قرر التميمي أن يجعل هذا الموقع موضوعًا لرسالته في الماجستير.
ويقول: “نتائج التنقيب شجعتني على إكمال دراسة الماجستير حول موقع تل أبو الذهب، الذي تعود فترته إلى العهد البابلي القديم، وقد عملنا فيه لثلاثة مواسم تنقيبية (2011، 2012، 2013).”
ويتابع: "عثرنا في الموقع على معبد، قصر، أوانٍ فخارية، رقم طينية، جرار، وغيرها من القطع الأثرية المهمة. وكانت رسالتي تحت عنوان: “نتائج التنقيبات في تل أبو الذهب”.
تل أبو الذهب… كنز مدفون في الأهوار يُعد تل أبو الذهب من أكبر المواقع الأثرية المكتشفة في منطقة الأهوار. يعرف محليًا بنفس الاسم، ويقع بالقرب من محطة قطار الشويعرية. وهو تل بيضوي الشكل، تم اكتشافه في أربعينات القرن الماضي.
تم التنقيب فيه ضمن برنامج حماية المواقع الأثرية التابع لوزارة الثقافة خلال السنوات (2011 – 2013). وأظهرت نتائج التنقيب وجود قطع تعود إلى العهدين الفرثي والساساني، بالإضافة إلى طبقة تعود للعهد البابلي القديم، كما أكد ذلك التحليل الطبقي للموقع. مفتش آثار بابل… حماية الحاضر لذاكرة الماضي في مدينة بابل، وبين معالمها التاريخية كـأسد بابل، يستعيد التميمي مشاهد تاريخية تعود لآلاف السنين، حين كانت بابل مركزًا للقوة والتشريع والعمران.
ويقول: “عملت مفتشًا لمحافظة بابل، وكنت حريصًا على الحفاظ على آثارها ومنع أي تجاوز على المواقع الأثرية. وتُعد بابل محطة أنظار السياح الأجانب والعرب، لذلك كان من الضروري الاهتمام بها وتوفير كل ما يحتاجه الزائرون.