حسين القاصد
في إحدى المحاضرات لطلبتي، خطر ببالي أن أشرح الآية الكريمة ( يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)، وقلت لهم: من ميم ( رأيتهم) ومن ( ساجدين) لنا أن نعرف أنهم أخوته من دون الرجوع لكتب التفسير والأثر الشريف؛ وبدأت أوضح لهم بأمثلة:رجل شامخ = رجال شامخونجبل شامخ = جبال شامخاتلنصل إلى أن غير العاقل يجمع جمعاً مؤنثا سالماً، ولو كان الله عز وجل يريد الكواكب بعينها لقال: ( رأيتها لي ساجدات) لأننا نقول هذه الكواكب، وإذا قلنا هؤلاء الكواكب لذهب الكلام باتجاه الاستعارة التي تخبرنا بأنهم مجموعة رجال يشبهون الكواكب، لأن المفرد غير العاقل يجمع جمعا مؤنثا سالماً.
عرفنا من النحو أن هناك جمعاً مذكرا سالماً وهو في معناه ( ليس سالما دائما)!، وعرفنا أن هناك جمعاً مؤنثا سالماً وهو في معناه ليس سالماً دائماً.أقول: إن جمع المذكر السالم ليس سالما دائما، وأريد أنه ليس شرطاً أن يكون مذكراً على الرغم من سلامة صيغته التي تنتهي بالواو والنون؛ لأننا نجمع ( المخلوق) على مخلوقات، على الرغم من أن المفرد مذكر، ذلك لأن من بين المخلوقات ما هو غير عاقل.
وإذا مررت بسبعة أشخاص بينهم رجل واحد والبقية نساء، فإنك تقول السلام عليكم، بميم جمع الذكور على الرغم من أغلبية النساء.وفي سورة ( الكافرون) لم يذكر الله عز وجل ( الكافرات)، لأن الجمع الغالب والخطاب المهيمن هو صيغة التذكير لا التأنيث.
في القرآن الكريم ( يا أيها الذين آمنوا...) وردت كثيرا، لكنها لا تقتصر على الرجال فقط، في أغلب الأحيان، بل تشمل الرجال والنساء.
لذلك نرى اشتراكاً داخل جمع المذكر السالم ومثله داخل جمع المؤنث السالم.من هنا لنا أن نقول الجمع المشترك السالم، لأنهما يشملان المؤنث والمذكر.