14 Sep
14Sep


حسين القاصد

 الليمون من النباتات ومن الفواكه  تحديدا.. حين غنى فريد الأطرش أغنيته  (يا ليمونة).. راقت للجميع لأن فريد الأطرش رسخ وشاع وصار  له أن يقول ما يريد.

وحين غنى جبار عگار ( يا ذيب ليش تعوي..) راقت الأغنية لبيئة الصحراء.. والذئب  موجود في الشعر العربي منذ القدم.لكن..  قامت الدنيا ولم تقعد على ( صباح الخياط) حين غنى ( أبو خد مشمشة) وهو وصف رائع للخد إلا أن صباح الخياط ليس فريد الأطرش.

وحاول الساهر في بدايته هو وشاعره عزيز الرسام.. ركوب هذه الموجة.. وجاء بأغنية ذات بعد إيكلوجي.. (التلدغه الحية بيده يخاف من جرة الحبل) .. واشتهرت الأغنية بسلبية نافعة.. سلبية سلطت الضوء على الساهر.. بعد أن ظل ردحا  من الزمن واقفا بجوار ( شجرة الزيتون) ولم يلتفت له أحد؛ لكن ومع تحفظي على الساهر بمجمله.. فالزيتون له تبيؤه مع العرب وله المجاورة النسقية مع حياة الإنسان.. وله صلة قرابة مع الليمون.. فلماذا كانت ليمونة فريد الأطرش رائعة وزيتونة الساهر لم تشتهر؟

في أغنية ( الحية) للساهر و (العگربة) لحسام الرسام  تبيؤ واضح ، والنقد الإيكولوجي ببعده الثقافي يرصد هذا ؛ لكن العرب تهتم بشهرة القائل وعلو كعبه ؛ فليس بالطشة وحدها ينتشر الفن ، فالطشة أو الترند كلاهما فورة سرعان ما تهدأ وتندثر.(التلدغه الحية يخاف من الحبل..) صورة شعرية قالها أبو الطيب العظيم قبل أكثر من ألف وخمسمائة سنة:

فضاقت الأرض حتى صار هاربه 

مإذا رأى غير شيء ظنه رجلا..!

والذي يرى أثر الحبل على الأرض يظن أن حية / أفعى.. مرت من هنا. 

هذا التبيؤ النسقي الراسخ يمثل المشترك النسقي في التلقي، لكن القبول والرفض تحكمه العوامل التي ذكرتها.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن