((لماذا سأقاطع فعاليات مهرجان المسرح العربي في بغداد))

كتب : الشاعر ياس السعيدي

فزتُ قبل عامين تقريبًا بالمركز الأول في جائزة الهيئة العربية للمسرح/ فرع الكتابة الموجهة لليافعين دون سن 18، وكان من مقتضيات الجائزة هو حفل تكريم للفائزين يكون ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي يُعقد كل سنة في بلد، كانت أواخر أيام وباء كورونا فلمْ يتم انعقاد المهرجان، لكن الإخوة في الهيئة أخبرونا بأنه سيتم تكريمنا في أقرب فعالية تقيمها الهيئة، وبعد سنة أقامت الهيئة مهرجان المسرح العربي في المغرب ولمْ تدعُ أي فائز من الفائزين كما وعدتْ هي بنفسها، وكما تنص عليه لوائح الجائزة، حينها قمنا أنا ومجموعة من الأصدقاء الفائزين بإرسال رسالة جماعية للهيئة نشرح فيها بمنتهى اللطف وجوب حضورنا لهذه الفعالية، لأن اعتقادي الشخصي الذي لا ألزم به أحدا هو أن سكوتنا كان يعني بأننا مجرد أجراءٍ استلموا المبلغ المالي ولم يعدْ يعنيهم التكريم الفعلي والحقيقي، وإلا كيف نفسر دعوة الهيئة ل ٥٠٠ مسرحي من مختلف الدول العربية وتجاهلها للفائزين بجائزتها والتي تنص لوائحها على وجوب دعوتهم؟ هل تراهم مسرحيين وكتابا حقا؟ 

عادتِ لتعد بتكريمنا المعنوي في أقرب فرصة، وأخبرونا قبل أشهر بأن هذا التكريم سيكون في مهرجان الهيئة العربية للمسرح في بغداد، وفعلا وصلتْني دعوة رسمية بالأمس لكن الشخص الذي أرسلها وأظنه أحد مسؤوليهم قال بأن هذه الدعوة الموجهة لي لا تشمل السكن لأنني من بغداد! أي أنهم( ذبحوها وما كادوا يفعلون)

رفضتُ الدعوة طبعا لأنها منقوصة ولا يرضى بمثلها إلا الناقصون، لا يمكن أيها الأصدقاء أن ندعو شخصا لمشاركتنا عرسنا ونقول له: بأنك ستبقى على الباب ونناديك عندما نحتاجك في الفعالية الخاصة بك، فإما أن ندعوه دعوة كاملة أو لا ندعوه بغض النظر عن مكان سكنه، وهو من يقرر البقاء في داره أو في مكان الإقامة الذي ندعوه له.

رفضتُ الدعوة وقمتُ اليوم بمراسلتهم بشكل رسمي كي أُرْجِعَ لهم مبلغ جائزتهم كي لا يدور بذهنهم أو ذهن غيرهم بأنني افتعلتُ كل هذا من أجل سكن في فندق، فبربع المبلغ الذي سأرجعه لهم يمكنني السكن طيلة أيام المهرجان، المسألة أكبر أيها الأصدقاء وهي مسألة المعاملة بالمثل تجاه أي مؤسسة تنظر للكاتب على أنه مخلوق جاهز للقبول بكل شيء، كيف سأكتب مرة أخرى إنْ لم أتخذ مثل هذا الموقف؟

ملاحظات مهمة جدا

١- الهدف من هذا المنشور ليس التشهير أو العتاب، لكنني كتبته لأنني سأكون مضطرًّا للذهاب إلى أماكن إقامة بعض الأصدقاء المدعوين الذين يقيمون الدنيا كرمًا حين نزور بلدانهم ولا يقعدونها، فأنا مقاطع للفعاليات لا للأصدقاء المدعوين، ورفض الدعوة لا يعني بأنني أتخلى عن الواجب الذي يجب أن يقوم به أي ٱدمي يمتلك ذرة من الخلق، ولهذا أنا مضطر للكتابة والتوضيح: وجودي للسلام على الأصدقاء والقيام بواجبهم وليس تلبية لهذه الدعوة المنقوصة.

٢- تصلني دعوات كاملة من المؤسسات الثقافية في بغداد وأنا ابنها، كاتحاد الأدباء مثلا، وأنا بنفسي أرفض السكن الفندقي وأطلب من الأصدقاء أن يكون مكان سكني لقادمٍ من المحافظات البعيدة مع أنني أسكن أطراف بغداد وأحتاج ساعة ونصف للوصول إلى أقرب فعالية من فعاليات تلك المهرجانات، كانت ٱخر هذه الدعوات هي مئوية نازك الملائكة قبل أشهر، إذ شكرتُ الداعي وهو حي يرزق وأخبرته بأنني من المضيفين لا الضيوف، الفرق هو أن هذه المؤسسات لا تقول بعد إرسالها للدعوة بأنها تعتذر عن توفير السكن! ولو فعلوا لكتبتُ كما أكتبُ الٱن.

٣- هذا الموضوع بدأ منذ الأمس، لكنني لم أنشر شيئا بالأمس كي لا أكون متسرعًا أو متجنيًا.

٤ - لا أسمح لأي شخص بأن ينوب عني في استلام أيقونة الجائزة في الحفل المخصص لذلك، أو تقديم أي سبب لغيابي عن المؤتمر الصحفي المخصص للفائزين، سوى الأسباب التي ذكرتها هنا.

٥- أعرف بأنكم أهل الذوق أيها الأصدقاء، لكن من باب ذكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين، أقول بأنني لن أرضى بأي تعليق قد يمس المؤسسة المقصودة، فالهدف التوضيح لا المساس بأحد.