16 Sep
16Sep


 حسين القاصد

قلتها مراراً ليس للنقد الثقافي أن يخوض في المقدس؛ لذلك حين نناقش آراء الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي فنحن نناقش كلام المخلوق لا كلام الخالق عز وجل.

في رأي للدكتور السامرائي وهو يتناول سورة الناس ويعلل أسباب الترتيب ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) يقول: إن الترتيب جاء من الكثرة إلى القلة!! ثم يفصل القول: هناك أكثر من رب في المكان الواحد، لكن هناك ملك واحد على الأرباب في هذا المكان، وهناك ملوك في الأرض ، لكن الإله واحد) اتفق جدا مع تعدد الأرباب والملوك، لكن هذا الواحد هو رب العالمين عز وجل، وليس لنا أن نصف ألوهيته بالقلة؛ فالعرب لم تعتد على قول ( الواحد) إلا في بداية العد لأنه الأول وليس لأنه قليل، ودليلي على ذلك أن العدد (واحد) لا يعطف على الفاظ العقود، فلا نقول: الواحد والعشرون أو الواحد والثلاثون، بل نقول: الحادي والعشرون والحادي والثلاثون، تبجيلا لوحدانية الواحد الذي لا شريك له. 

لذلك رأيت أن أذكر الدكتور السامرائي بتفسيره سورة الفاتحة ( رب العالمين.. كل العالمين العقلاء) وهنا لنا أن نسأل د. فاضل:  أليس الناس عقلاء؟ أليس رب الناس هو رب العالمين ؟ ثم ماذا يقول د. فاضل في الترتيب الذي في البسملة.. بسم الله الرحمن الرحيم؟هل هو ترتيب عكسي؟ من الكثرة إلى التخصيص؟ ولا أقول إلى القلة كما قال د. فاضل.العرب ينادون من الأقرب وليس القلة والأقرب هو الرب ثم يتوسلون بصفاته الأعظم، وهذا هو اسلوب التلطف في الدعاء الذي يحقق نسق الاحتياج. فلا قلة ولا كثرة؛ ولا هم يفرحون.

إنما المسلم يتوسل بخالقه بأقرب ما يشعر به، مثلما يدعوك طلبتك بـ معلمنا، أستاذنا، ثم يأتي لقبك الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي.

هذا الترتيب فيه نسق احتياجي يستدعي ذكر كل صفات التبجيل كي يتعوذ المرء من شر الوسواس.فما الذي جعل رب الناس ربّاً للقلة في سورة الناس، وهو نفسه جل وعلا ( رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين)؟.

١٦ / ٩ / ٢٠٢٥

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن