13 Aug
13Aug

بعد جفاف بحيرات ساوة والحبانية وهجرة اعداد كبيرة من سكان الاهوار ، التغير المُناخي والجفاف يهددان السياحة في العراق 

__________________

المواطن- حقي اسماعيل

 يشهد العراق أسوأ موجه جفاف خلال العصر الحديث نتيجة التغيرات المُناخية وندرة المياه والتي أدت الى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات بشكل كبير وأدت الى جفاف الاهوار ونزوح ساكينها، إضافة الى تقليص المساحات الزراعة ونفوق أعداد من الثروة الحيوانية، وبما يهدد التنوع الإحيائي في البلاد، بخاصة في الأنهار والأهوار المعروفة بطبيعتها الخلابة، والمدرجة ضمن  لائحة التراث العالمي، عندما صوتّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بالإجماع عام  17 يوليو/ تموز من عام 2016 ، وبما ينعكس سلبيا على نشاط السياحة في البلاد التي انتعشت مؤخرا في العراق.مما ينعكس سلبياً على نشاط السياحة في البلاد التي انتعشت مؤخراً في العراق.

تعد الأهوار والبحيرات من المصادر الأساسية للسياحة في العراق، ومع ذلك، فإن الانخفاض المستمر في منسوب المياه يشكل تحدياً كبيراً للسياحة في البلاد بعد نضوب وجفاف عدد من البحيرات وتراجع مناسيب المياه في الأهوار التي باتت مهددة بالزوال. وفي هذا الجانب قال الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم الفلاحي في حديث له خلال الدورة التدريبية للإعلاميين العراقيين والتي أقامها ملتقى بحر العلوم للحوار في الثاني من آب 2023 أن " هور الحويزة وبحيرتي ساوة والرزازة والحبانية قد أوشكت على أن تختفي". مبيناً أن " التراجع في نسب إغمار الأهوار العراقية يصل إلى أقل من 20 بالمائة".

وأولى البحيرات المائية التي جفت هي بحيرة ساوة الواقعة غربي محافظة المثنى، إذ أرجعت وزارة الموارد المائية في نيسان للعام 2022 أسباب جفاف البحيرة الى عوامل عدة أبرزها التغيرات المُناخية التي يمر فيها العراق من إرتفاع درجات الحرارة، وقلة الأمطار.وفي العام 2023 خرجت بحيرة الحبانية في محافظة الأنبار من الخدمة وانعدمت فيها حركة السياح بعد أن كانت تشهد إقبالاً كبيراً من السياح بخاصة في موسم الصيف، فضلاً عن نزوح عشرات العائلات من القرى المطلة على البحيرة.

يقول مدير الموارد المائية في الأنبار، جمال عودة سمير، في حديث لوكالة أنباء الإعلام العراقي أن "بحيرة الحبانية تعد منخفضاً خزنياً، أي خزان لخزن الكميات الفائضة الواردة من بحيرة حديثة، وكذلك من الحدود السورية والتركية عبر نهر الفرات، ويتم تمرير الموجة الفيضانية عن طريق ناظم الورار وخزنها والاستفادة منها في موسم شح المياه".

وأضاف سمير، أن "العراق تأثر بالتقلبات المُناخية، وكذلك بقلة الإيرادات المائية الواردة من دول المنبع مثل تركيا وسوريا خلال المواسم الأربعة الماضية، لذلك تم استخدام الخزين المائي في جميع البحيرات، مثل بحيرة سد الموصل وبحيرة الثرثار وبحيرة حديثة، وكذلك بحيرة الحبانية، وتم ملء خزان البحيرة في العام 2020، ووصل منسوبها إلى أعلى مستوى لها".

وأكد سمير، أنه "خلال الموسم الشتوي السابق، لم يتم تزويد بحيرة الحبانية بالمياه بسبب قلة الإيرادات المائية، وقلة المطر في أعالي نهر الفرات، أي المناطق الغربية، إضافة إلى قلة الإطلاقات المائية الواردة من الحدود السورية العراقية"، مؤكداً أن "ذلك أدى إلى انخفاض منسوب بحيرة الحبانية إلى أقل من المستوى التشغيلي في ناظم الذبان، ما أدى بالتالي إلى خروج هذه البحيرة من الخدمة".أما مناطق الأهوار والتي تعد من أبرز المناطق التي تضررت من التغيرات المُناخية، فيظهر تراجع منسوب مياه النهرين دجلة والفرات بشكل واضح، مما أثر على البيئة والاقتصاد في المنطقة وبالتالي تهدد حركة السياحة فيها.

ويؤكد الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين الدكتور جاسم العطية أن " ندرة المياه في العراق تفاقمت حتى أصبحت سبباً لمشاكل بيئية واجتماعية وسكانية وحتى ثقافية، فضلاً عن هجرة آلاف العائلات نتيجة توقف الزراعة وتضرر الثروة الحيوانية"، مشدداً على تضافر جهود جميع القطاعات لحل هذه المعضلة التي تواجه العراق".

إذ تمتد الأهوار على مساحات واسعة من ثلاث محافظات هي (ذي قار، وميسان، والبصرة)، والتي جرى ضمها عام 2016 إلى لائحة التراث العالمي لليونسكو؛ نظراً لما تحويه من تنوع بيئي نادر.

وكانت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة قد قالت إن أكثر من 62 ألف شخص نزحوا عن ديارهم في منطقة الأهوار جنوبي العراق، حتى أيلول الماضي، بسبب ظروف الجفاف المستمرة منذ أربع سنوات، ورجحت المنظمة أن يرتفع عدد النازحين بسبب تدهور الأوضاع مع جفاف الأنهار والأهوار، وتراجع الاقتصاد القائم عليها.

 ويعد تذبذب مستوى المياه في الأهوار، وهلاك الثروة الحيوانية وتلويث المياه، من المسببات الأساسية في الانحسار التدريجي للسياحة. من جانبه قال وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكّاك البدراني خلال الدورة التدريبية التي أقامها ملتقى بحر العلوم للحوار ومعهد العلمين للدراسات العليا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتعاون الإنمائي (UNDP) في الثامن من آب 2023 أن الأهوار تواجه أخطاراً كبيرة لكن لن تخرج من لائحة التراث العالمي".

 ومنذ سنوات، يحاول العراق الحصول على إطلاقات مائية أكبر من الأنهار التي تنبع من إيران وتركيا، لكن مشاريع السدود التي يقيمها البلدان على تلك الأنهار تسببت بانخفاض واردات العراق المائية بشكل كبير. 

إذ يؤكد الناطق الرسمي للحكومة العراقية باسم العوادي أن "التعاطي مع ملف المناخ وشحة المياه بحاجة إلى نوع من أنواع الدقة والوطنية "، مضيفاً أن " موقف الحكومة هو الإلتزام بالسياقات الدبلوماسية والدستور والاستمرار في التفاوض مع الدول المجاورة ".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن