انتقد السفير البريطاني في العراق، عرفان صديق، نظام المحاصصة والتوافقية الذي يحكم المشهد السياسي العراقي منذ عام 2003، مؤكّدًا أن هذا النموذج، رغم أنه كان ضروريًا في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق لتجنب الصراع، أصبح اليوم عائقًا أمام بناء دولة فاعلة وقادرة على تلبية تطلعات شعبها.
وأوضح صديق في مقابلة متلفزة أن "التوافقية السياسية، القائمة على توزيع المناصب والمواقع العليا وفق الانتماءات المذهبية والقومية، أدت إلى شلل حكومي وضعف في اتخاذ القرارات المصيرية، حيث باتت الأولوية لدى بعض القوى حماية مصالحها السياسية والحزبية بدل التركيز على خدمة المواطنين".
وأشار إلى أن "هذا النظام أنتج حالة دائمة من المساومات، وغالبًا ما أدى إلى تعطيل مشاريع الإصلاح، وإبقاء المؤسسات رهينة للخلافات السياسية، بدل أن تكون مؤسسات مستقلة وفعّالة".
وشدد السفير على أن "بلاده ترى أن إصلاح هذا النهج بات أمرًا ضروريًا، وأن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد خطوات جدية نحو تشكيل حكومات على أساس الكفاءة والبرامج، لا على أساس الانتماء الطائفي أو العرقي، مع الحفاظ على التمثيل العادل لجميع مكونات الشعب العراقي".
وأكد صديق أن "تجاوز نظام المحاصصة لا يعني إقصاء أي طرف، بل يهدف إلى بناء عملية سياسية أكثر شمولًا وعدالة، بحيث تُمنح الفرصة لكل عراقي مؤهل للمشاركة في إدارة الدولة، بعيدًا عن الانقسامات التي عطّلت التنمية والاستقرار لسنوات".