31 Dec
31Dec

كثيرة هي الملفات التي تسعى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى حلها، في ظل تسارع الأحداث في الشرق الأوسط وتحديدا الجارة سوريا، الأمر الذي أضاف عبئا آخرا على الحكومة لحله. 

وفي هذا الإطار، يعتزم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن يبدأ العام الجديد بزيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، و بجعبته ثلاث ملفات مهمة يسعى إلى إجراء حل لها. 

وكانت آخر زيارة قام بها السوداني إلى طهران في 22 من آيار مايو الماضي وذلك للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه جراء تحطم طائرته الرئاسية شمال غرب إيران في 19 من الشهر ذاته. 

وقالت مصادر مطلعة لـوكالة اعلامية  إن “رئيس الوزراء محمد السوداني سيزور طهران في النصف الأول من شهر يناير كانون الثاني المقبل، ونحن نقوم بالتنسيق مع الجانب العراقي بشأن هذه الزيارة”.

 وأضافت أن “زيارة السوداني والوفد الوزاري المرافق له ستركز على الأوضاع في المنطقة لا سيما في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 من ديسمبر كانون الأول الجاري، كما ستركز أيضا على ملف الفصائل الموالية لإيران في العراق وحصر السلاح بيد الدولة، كذلك امدادات الغاز الإيراني والأسباب وراء إيقافها رغم الوعود الإيرانية بعودة الإمداد بعد 15 يوما”. 

وأكد رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، في وقت سابق من اليوم الاثنين، ان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اكد لرئيس الوزراء العراقي ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مشيرا الى ان الحكومة تعمل على ذلك. 

وكان غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد مؤخرا، أن الأخير سيعمل عند توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على عدة أهداف في العراق، أبرزها “منع النفوذ الإيراني بمختلف أشكاله، كما سيعمل على منع أي من الفصائل العراقية من مهاجمة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة وذريعة كانت، وهذا سيكون أولى أهداف الرئيس ترامب”. 

الجدير بالذكر أن العديد من المدن العراقية تعاني من انخفاض كبير بتجهيز الطاقة الكهربائية مع الهبوط الحاد بدرجات الحرارة وبدء موسم الشتاء وبالتزامن مع توقف تصدير الغاز الإيراني إلى العراق في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قام بزيارة إلى العراق يوم 13 كانون الأول ديسمبر الحالي، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مما زاد من حدة التساؤلات عن موقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة من التطورات الإقليمية.

 وحسب مصادر متطابقة، فإن بلينكن أوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني بشأن عدم التدخّل في الوضع السوري، فضلا عن دعوته إلى منع خوض الفصائل المدعومة من إيران مواجهة مسلّحة مع الفصائل السورية أو أن تتلاعب بأمن المنطقة. 

وحظي بلينكن، فور هبوط طائرته في مطار بغداد الدولي، باستقبال من دبلوماسيين أميركيين فقط، من دون أن يكون في استقباله أي مسؤول عراقي، بحسب ما أظهرته الصور التي وثقت لحظة نزوله من الطائرة.

 وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فقد حث الوزير أنتوني بلينكن، الحكومة العراقية على دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أهمية دور العراق في تعزيز سيادته واستقراره الإقليمي. كما كشف مسؤول أمريكي، لشبكة CNN، أن بلينكن طلب من السوداني “اتخاذ إجراءات صارمة” ضد الميليشيات المدعومة من طهران في بلاده، ووصف المسؤول الطلبات بأنها “واسعة النطاق”. 

مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.

 وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من كانون الأول، وفرار الرئيس السوري الى روسيا. وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقاً من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 تشرين الثاني، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول الى العاصمة. 

وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم. وبعد سقوط الأسد، حضّت أطراف عديدة على تفادي الفوضى في البلاد، مشددة على ضرورة حماية كل المكونات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً. 

وكان قائد إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، وزعيم تنظيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وجه في 5 كانون الثاني ديسمبر الجاري، رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد فيها أن لا نية لدى الفصائل المسلحة السورية بتهديد أمن العراق، وفيما أشار إلى رغبته بمد جسور العلاقات السياسية والاقتصادية مع بغداد، دعا إلى منع الحشد الشعبي من المشاركة في الأحداث الجارية في بلاده.

 وقررت إدارة العمليات العسكرية في سوريا تكليف محمد البشير، رئيس “حكومة الإنقاذ” العاملة في إدلب، بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد حتى 1 آذار مارس 2025.شارك المقال

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن