20 Oct
20Oct

الدكتور ابراهيم بحر العلوم: الموسوعة البيئية مشروع وطن 

وزير البيئة: العراق فقد ثلثي حصته المائية ورفعنا العلم الأحمر أمام الملوثات... ومركز العلمين منصة علمية للأجيال القادمة

 بمشاركة واسعة وحضور أممي وإقليمي...اختتام المؤتمر العلمي الأول لمركز العلمين للبحوث البيئية والتغيرات المناخية والمياه


 بغداد-المواطن 

اختتمت في بغداد، يوم السبت 18 تشرين الأول 2025، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الأول لمركز العلمين للبيئة والتغيرات المناخية والمياه، الذي انعقد تحت شعار:"الموسوعة البيئية العراقية: توثيق الإرث البيئي وانطلاقة معرفية نحو مستقبل إقليمي مستدام"، برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وبحضور وزير البيئة ومحافظ البنك المركزي وعدد من الشخصيات الرسمية والأكاديمية والإقليمية والدولية. مشاركة واسعة وحضور أممي وإقليمي شهد المؤتمر، الذي استمر على مدى يومين، سبع جلسات علمية تخصصية، بمشاركة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم للعراق السيد غلام إسحاق زاي، والسفيرين الإيراني والتركي في بغداد، يرافقهما وفود بحثية وأكاديمية من البلدين، إضافة إلى المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة الدكتور نصر الدين العبيد، وممثلين عن وزارات الخارجية والتخطيط والبيئة والموارد المائية والصحة والزراعة وهيئة الإعلام والاتصالات ومكتب البيئة والتغير المناخي في هيئة المستشارين، فضلاً عن نخبة كبيرة من الخبراء والأكاديميين من داخل العراق وخارجه.

 وناقش المشاركون سبل تعزيز الشراكة العلمية بين العراق ودول الجوار لمواجهة الظواهر الناجمة عن الاحتباس الحراري وشح المياه وهجرة السكان، ودعم الجهود الحكومية والأكاديمية لمعالجة تحديات البيئة وارتدادات التغير المناخي، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، وتحويل توصيات الخبراء إلى مبادرات قابلة للتطبيق. وعرض المؤتمر في جلسة الجمعة 17 تشرين الاول الجاري وجلستي السبت 18 منه، تجارب المنظمات الدولية والاقليمية في دعم قضايا حماية وتحسين البيئة في العراق والمنطقة. 

وفي الجلسة أيضاً ناقش فريق الدعم الحكومي متطلبات نجاح المشروع ودور خبراء الوزارات والجامعات المشاركة، في تقديم المشورة والبيانات اللازمة، فيما تضمنت الجلسة الثانية مناقشة رؤى خمسة متحدثين عن خطط العمل والجهود المبذولة ومتطلبات نجاح انجاز الموسوعة التي تقع في 4 مجلدات ضخمة، يشارك في اعدادها ممثلون عن جامعات كردستان والموصل وبغداد وتكريت والكوفة والبصرة والمثنى. 

د. بحر العلوم: الموسوعة البيئية مشروع وطن وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور إبراهيم بحر العلوم، رئيس مؤسسة بحر العلوم الخيرية، أن الموسوعة البيئية العراقية ليست مشروع مركز العلمين فحسب، بل مشروع وطن بأكمله، يجسد رؤية العراق نحو مستقبل بيئي متوازن ومستدام. 

وأضاف أن هذه الموسوعة تمثل فرصة حقيقية لتحويل المعرفة إلى فعل، والعلم إلى سياسات، والفكر إلى تنمية، مضيفا ان هذه الموسوعة هي خيارنا الوطني في مواجهة واقع بيني صعب، لأننا لا نملك ترف الاختيار أو الانتظار أمام الخطر البيئي المحدق.

 البيئة والمناخ والمياه... تحديات الجيل القادم

 الى ذلك أكد معالي وزير البيئة الدكتور هه لو العسكري ، أن العراق يواجه تحديات بيئية ومناخية ومائية معقدة تتطلب عملاً وطنياً وإقليمياً مشتركاً، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة رفعت العلم الأحمر إزاء ارتفاع نسب الملوثات في المياه العراقية وتراجع الحصة المائية الوطنية إلى ثلثي معدلاتها السابقة.

 جاء ذلك في كلمة الوزير خلال المؤتمر وقال "  يسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر الذي أدخل السرور إلى قلبي وأنا أقرأ أجندته لكونه اولاً تفتتح مركز علمي مهم يركز على عناصر مهمة من حياة العراقيين، وهي البيئة وتغير المناخ والمياه، مضيفاً : وإذا نظرنا بتمعن لهذه المفردات سنجدها تؤشر تحديات الجيل القادم.

 ولذلك نتمنى التوفيق لهذا المركز بأن يكون جسراً بين القطاعين الخاص والعام ، وان يكون منصة مهمة للشباب والأجيال القادمة لتمكنهم من الصمود أمام التحديات.

 ثانياً، تطلق مشروعاً فريداً من نوعه، وهو الموسوعة البيئية التي من المزمع لها ، ان تؤطر تاريخ العمل البيئي في العراق وترسم ملامح المستقبل. 

ثالثاً، أخذتني هذه القضايا إلى التفكير في التحديات التي تواجه بلدنا، واستذكرت ما قاله شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب عندما كان يمر على نهر المطر ويستخدم كلمة مطر كرمز للذكريات والوفرة المائية في قريته جيكور في البصرة. لم يكن يتوقع أن تتحول البصرة والجنوب، الذين كانا رمزاً للمياه والخصب، إلى مناطق تعاني الجفاف والملوحة، وأن تصبح الأهوار مقبرة للجاموس. مطر... مطر... مطر... 

أكاد أسمع العراق يذخر بالرعود، ويخزن البروق في السهول والجبال، 

أكاد اسمع النخيل يشرب المطر،

 وأسمع القرى تئن والمهاجرين، يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع  عواصف في الخليج، والرعود منشدين مطر...مطر...مطر اين ذهب المطر؟؟؟؟ 

واضاف " ومن هذا المنطلق الرمزي اسمحو لي سيداتي وسادتي الحضور الكريم ان اعلن بان وزارة البيئة قد رفعت العلم الاحمر لكثير من الملوثات التي تجاوزت الحدود المسموح فيها في المياه لكون سابقا كان الحل في الاطلاقات المائية والتخفيف اما اليوم نتيجة قلة الامطار والجفاف وسياسات دول المنبع اصبحت طريقة ازالة التلوث بالتخفيف أمرا صعبا .. وان العراق فقد ثلثي حصتة من المياه مقارنة بالماضي. 

لقد عملت وزارة البيئة مسحا سريعا Rapid Assessment لمواقع مختارة من نهري دجلة والفرات في شهر ايلول الماضي .. واشرنا تجاوز كثير من القراءات الحدود المسموح فيها واذكر هذه المعلومات اليوم .. و في هذا المؤتمر المهم من اجل تسليط الضوء على مشكلة تلوث المياه وضرورة التحرك من الجانب الحكومي في وضع هذه المشكلة في قمة الاولويات وكذلك متابعة الجهود الحثيثة في التفاوض بشان المياه.. وتابع الوزير ان العراق وضمن تعريفات الامم المتحدة وتقاريرها والدراسات الاكاديمية معرض بشدة الى تاثيرات التغيرات المناخية وهي قلة الامطار وارتفاع درجات الحرارة وتاثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر .. وان الدراسات تثبت بان العراق هو البلد الاكثر هشاشة في المنطقة لكونه يستلم مياهه من خارج الحدود والاقل قدرة على التكيف نتيجة الحروب الكثيرة التي واجهته . 

ورغم استكمال العراق للوثائق والسياسات المُناخية الوطنية الخاصة بالتكيف والتخفيف الا ان الحاجة لازالت ملحة للعمل والتعاون على المستوى الاقليمي وتابع : لذلك ندعو اليوم الى التقارب الاقليمي وتكثيف العلاقة مع دول المنبع من اجل العمل المشترك في مواجهة التغيرات المناخية وتبني المشاريع الثنائية المشتركة".

 كما دعا الوزير  الى توطين التكنلوجيا الحديثة لتقليل نسب التلوث والاستفادة من المياه العادمة التي ترمى مباشرة للانهر .. وضرورة ايقاف التجاوزات على الانهر من الانشطة الملوثة وجعل العمل الرقابي لوزارة البيئة اولوية وطنية من خلال دعم ميزانية الوزارة وتحديث اجهزة الرقابة وتوفير الموارد البشرية اللازمة. 

وفي هذا السياق يرى الوزير ان انشاء مراكز علمية وبحثية في البيئة وتغير المناخ والمياه تعمل كحلقة وصل بين القطاع العام والخاص وتكون مركز للبينات وتبادل المعرفة مع الخبراء والاكاديميين من الدول المجاورة ضرورة قصوى في الوقت الحاضر ونزداد اليوم تفائلا بمركز العلمين لكونه يتبع واحدة من المؤسسات العريقة في البلد والتي ساهمت منذ عقود في بناء الاجيال والفكر والوطن وهو تحت اشراف قامة علمية كبيرة تنال ثقتنا وثقة الحكومة الا وهو الدكتور ابراهيم بحر العلوم وفي الختام نبارك لكم ولنا هذا الانجاز الكبير ونتطلع الى معرفة المزيد عن مشروع الموسوعة البيئية وسنكون جزءاً فاعلا في كتابة فصول الموسوعة وتبني مخرجاتها.

 واكد الوزير  حرصنا وحرص وزارتنا على المشاركة المستمرة في الفعاليات المستقبلية والتي نتوسم فيها الانفتاح الاقليمي والدولي واستقطاب الكفاءات الاكاديمية العراقية المغتربة والكفاءات العالمية ، فضلا عن العمل على تحسين البيئة وتعزيز جهودمواجهة التغيرات المناخية المساعدة في تقليل مخاطر شحة المياه على العراق.

 وقدم السفير محمد حسين بحر العلوم في كلمة المؤسسة في الجلسة الافتتاحية ، شرحاً لاهداف المركز الجديد والمؤتمر العلمي الدولي، وأكد عزمه مواجهة التحديات البيئية على مبدأ تقاسم الضرر وتنظيم منصة لتشجيع البحث التطبيقي، هي عصارة جهود الخبراء والاكاديميين الذين استعان المركز بهم، لتحقيق الاهداف الاستراتيجية واقامة بناء مستدام يليق بالعراق والمنطقة.

 وبارك محافظ البنك المركزي علي العلاق، انطلاق مركز العلمين الذي يعطي لموضوع البيئة والتغيرات المناخية والمياه، أهمية وطنية ويمنح ثقافة قادرة على تحديث الالتزامات المطلوبة. وأعلن اعتزام البنك اصدار السندات الخضراء، التي تحاكي تجارب الدول الاخرى، واعتماد الحوكمة في سياسات الائتمان ودعم جهود التحول نحو مستقبل مستدام بالتعاون مع البنك الدولي. وعرض نائب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة غلام اسحاق زاي جهود المنظمة الدولية في دعم العراق، عبر البنى المؤسسة للتنمية المستدامة وحماية الموارد المائية وتوفير فرص العمل للشباب في البيئات المحلية. 

كما تحدث في الجلسة التي ادارها احتفالياً، الدكتور راجي نصير، وكيل هيئة البيئة في ايران أحمد رضا لاهيجان والسفيران التركي والايراني اللذين شددا على أهمية التعاون بين العراق ودول الاقليم لمواجهة تحديات الجفاف وانعكاساتها على الموارد المائية. 

وقدم السفير التركي انان بوراتان تحذيرات من الاخطار التي ستواجه تركيا والعراق في عام 2030، مقترحاً تدابير عمل فعالة لزيادة الاستثمارات في البنى التحتية والاستخدام الرشيد للموارد المائية والتعاون متعدد الاطراف وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين بغداد وانقرة، من خلال تنفيذ المشاريع المشتركة وتبادل المنفعة والمناقشات المثمرة. 

أما السفير الايراني محمد كاظم آل صادق، فأعاد الى الاذهان تداعيات العدوان الاسرائيلي الامريكي على مفاعلات بلاده، التي قال انها خاضعة للاشراف  الدولي، محذراً من الاثار الخطيرة لهذا العمل على بيئات المنطقة برمتها.

 كما تحدث عن مبادرات بلاده في دعم العراق في مجال معالجة ملوحة مياه نهر دجلة، مشيراً الى ان (العراق سيرأس في البرازيل اجتماع مجموعة السبعة والسبعين وعليه ان يستثمر الفرصة لوضع اولوياته في مجال البيئة وتحسينها ولاسيما من الاثار الناجمة عن العواصف الترابية وملوحة المياه وغيرها).

 وتواصلت، أيضاً، الجلسات المكملة بعد الجلسة الافتتاحية، وناقش المشاركون فيها الرؤية الاقليمية للفرص والتحديات التي تواجه بيئة خضراء مستدامة والتعاون الاقليمي والدولي في العمل البيئي بالاستعانة بتجارب نجاح مستدامة. وقد عقب على وقائعها خبراء من ايران والعراق وسوريا وتركيا وعدد من المنظمات الدولية المعنية. 

الدكتور الفلاحي: المناخ لا يعرف الحدود، والعراق يقود رؤية إقليمية خضراء مشتركة   وشارك الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم عبد العزيز حمّادي الفلاحي، رئيس اللجنة الوطنية لكفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات، في الجلسة العلمية الأولى من أعمال المؤتمر العلمي الأول لمركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية،. وترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور قاسم الجنابي مستشار معهد العلمين، وشارك فيها إلى جانب الدكتور الفلاحي كلٌّ من:

 • المهندس حسين عبد الأمير بكه، الوكيل الفني لوزارة الموارد المائية – جمهورية العراق،

 • الدكتور خليل شير غلامي، معاون رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية – جمهورية إيران الإسلامية، 

• السيد معروف أراس، معاون مدير عام المديرية العامة لمكافحة التصحر وتآكل التربة – وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ – الجمهورية التركية، 

• الدكتور إيهاب جناد، مدير الموارد المائية في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – الجمهورية العربية السورية. ناقشت الجلسة أبرز التحديات المشتركة في إدارة الموارد الطبيعية ومواجهة تغير المناخ، وركّزت على أهمية بناء رؤية إقليمية مشتركة للتعاون البيئي والعلمي تعزز الأمن المائي والغذائي والمناخي في المنطقة. 

الفلاحي: الأمن المائي والغذائي أولوية وطنية… والمناخ لا يعرف الحدود في كلمته، أكد الدكتور الفلاحي أن التغير المناخي أصبح عامل ضغط استراتيجي على الأمن المائي والغذائي في العراق والمنطقة، مشيرًا إلى أن العراق فقد أكثر من 30% من أراضيه الزراعية خلال العقدين الأخيرين، وأن الإيرادات المائية من دجلة والفرات تراجعت بأكثر من 60% نتيجة التغيرات المناخية والتدخلات البشرية.

 وقال:“المناخ لا يعرف حدودًا سياسية، ولذلك لا يمكن لأي دولة أن تواجه هذه التحديات بمعزل عن جيرانها. إن ما نحتاجه اليوم ليس فقط اتفاقات سياسية، بل تنسيق علمي دائم وتبادل للبيانات البيئية والمناخية.” وأضاف أن وزارة البيئة تعمل بالتعاون مع وزارة الموارد المائية ووزارة التخطيط على إعداد خطة وطنية للأمن المائي والمناخي، تشمل مشاريع ري حديثة في الوسط والجنوب، ومعالجة ملوحة المياه، واستصلاح الأراضي باستخدام الطاقة المتجددة.

 الموسوعة البيئية العراقية: توثيق الإرث البيئي والطاقة

  وخلال الجلسة، أشار الفلاحي إلى أن وزارة البيئة العراقية، بالتعاون مع مركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية، تعمل على إعداد الموسوعة البيئية العراقية التي تهدف إلى توثيق الإرث البيئي للعراق خلال القرن الماضي، بما يشمل:

 • موارد المياه والأنهار والأراضي الرطبة، • التنوع الأحيائي والتصحر،

 • تاريخ الطاقة التقليدية والتحول نحو الطاقة النظيفة، 

• الملوثات البيئية الكبرى، 

• ومشاريع التكيّف والتخفيف التي تبنتها الدولة منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ (Paris Agreement). وأكد أن الموسوعة ستكون مرجعًا وطنيًا وعلميًا يُقدَّم رسميًا خلال مشاركة العراق في مؤتمر الأطراف COP30 في مدينة بلييم البرازيلية في تشرين الثاني المقبل.

 رؤية العراق 2050: التحول الأخضر طريق التنمية تحدث الدكتور الفلاحي عن رؤية العراق 2050، مؤكدًا أنها تمثل خريطة طريق وطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة عبر: 

1. التحول العادل للطاقة (Just Transition) بزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 30% من مزيج الطاقة الوطني.

 2. تعزيز الاقتصاد الأخضر عبر الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأخضر 2023–2030، التي تهدف إلى خلق أكثر من 100 ألف وظيفة خضراء. 

3. تحسين كفاءة استخدام المياه والاعتماد على التقنيات الذكية في الزراعة وإدارة الموارد. وأوضح أن هذه الرؤية تتكامل مع الاستراتيجية الوطنية للتخفيف والتكيف (NAMA وNAP)، ومع وثيقة التنمية الخضراء الوطنية، مؤكدًا أن العراق يمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق التزاماته المناخية دون التفريط بحقه في التنمية. 

استعداد العراق لـ COP30 

وأشار الفلاحي إلى أن الحكومة العراقية، برئاسة دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، تولي أهمية كبرى للاستعداد للمشاركة في مؤتمر الأطراف COP30، وقد اعتمدت وفدًا تفاوضيًا دائمًا يمثل جميع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، بالتعاون مع مجموعة الـ77 والصين. وبيّن أن العراق سيدافع عن حق الدول النامية المنتجة للنفط في التحول العادل، وسيقدم خلال المؤتمر ورقة موقف وطنية تستند إلى العدالة المناخية، والتمويل الأخضر، ونقل التكنولوجيا. 

الشباب والمناخ: طاقة التغيير

وختم الفلاحي مداخلته بالتأكيد على أن الشباب يمثلون القوة الحقيقية للتغيير البيئي في العراق، مشيرًا إلى أن أكثر من 60% من سكان العراق تحت سن الثلاثين، وأن وزارة البيئة أطلقت "المنصة الوطنية للشباب من أجل المناخ" لتأهيل القيادات الشابة وتمكينهم من المشاركة في العمل المناخي المحلي والدولي. وأضاف أن الوفد العراقي إلى COP30 سيضم شبابًا من الجامعات العراقية للمشاركة في جلسات Youth4Climate وGreen Innovation Pavilion في البرازيل. و ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الاول لمركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية والمياه، شارك مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية في الجلسة العلمية الاولى تحت عنوان رؤية اقليمية لبيئة خضراء مستدامة : الفرص والتحديات ، كما شارك في هذه الجلسة مجموعة من الخبراء والاكاديمين من الجامعات العراقية والمراكز البحثية. حيث تطرق المدير العام الى واقع الموارد المائية في البلاد وحجم التحديات التي يواجهها مشيرا الى التعاون بين البلدان المتشاطئة يعد الخيار الوحيد للمحافظة على بيئة خضراء مستدامة في المنطقة الاقليمية

 مشاركة وزارة البيئة: الانفتاح على الخبرات الدولية

فيما  أوضحت الدكتورة نجلة الوائلي، المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة، أن الانفتاح على الخبرات الدولية يسهم في تطوير الأداء المؤسسي وتنفيذ مشاريع بيئية نوعية، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشأن البيئي مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO). 

وبيّنت الوائلي أن هذا التعاون يهدف إلى معالجة التحديات البيئية الوطنية عبر مشاريع استراتيجية في مجالات إدارة الموارد المائية، الحد من التلوث، وتشجيع استخدام الطاقة النظيفة، إلى جانب تأهيل الكوادر البيئية وفق المعايير الدولية، بما يعزز قدرات المؤسسات الوطنية في تطبيق أفضل الممارسات البيئية. كما أكدت أن تبادل المعرفة وإقامة ورش العمل والمؤتمرات الدولية يمثلان فرصة مهمة للاطلاع على التجارب العالمية الناجحة وتكييفها مع ظروف العراق البيئية، مشيرة إلى أن تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية يُعد جزءاً محورياً في دعم حملات التوعية المجتمعية ونشر الثقافة البيئية المستدامة.

 واختتمت الوائلي بالقول إن الاستفادة من الخبرات الدولية تمثل ركيزة أساسية لتطوير البرامج البيئية وتحقيق إدارة بيئية متكاملة ومستدامة في العراق. 

إعلان تأسيس مركز العلمين وإطلاق الموسوعة البيئية العراقية وتمخض المؤتمر عن الإعلان الرسمي عن تأسيس مركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية والمياه كمنصة وطنية وإقليمية للبحث العلمي والابتكار في مجالات البيئة والمياه والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وبما يعزز جهود العراق في مواجهة تحديات المناخ والموارد المائية، وإطلاق مشروع الموسوعة البيئية العراقية بوصفه عملاً وطنياً شاملاً يوثق الإرث البيئي العراقي عبر سنة عشر مجلداً تغطي مختلف المجالات البيئية، وتوحيد الجهود الأكاديمية والحكومية عبر إشراك أكثر من (150) أستاذاً وباحثاً من مختلف الجامعات والمؤسسات العلمية العراقية فضلاً فريق الدعم والاسناد من وزارات الخارجية والتخطيط والبيئة والموارد المائية والصحة والزراعة وهيئة الاعلام والاتصالات ومكتب البيئة والتغير المناخي في هيئة المستشارين التحقيق التكامل المعرفي بين مؤسسات الدولة والمجتمع العلمي، وتعزيز التعاون الإقليمي مع دول الجوار (إيران، تركيا، سوريا) في مجالات إدارة المياه، وحماية البيئة، والحد من آثار التغير المناخي عن طريق تبادل الخبرات وتنفيذ المشاريع البحثية المشتركة، وتأكيد دور العراق الريادي البيئي في المنطقة عبر تبني نهج مستدام في إدارة الموارد الطبيعية، وتشجيع مبادرات الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، وتطوير سياسات وطنية متكاملة للتكيف المناخي. توصيات المؤتمر كما خرج المؤتمر بعدة توصيات منها  اعتماد مركز العلمين كجهة استشارية وطنية داعمة للوزارات والمؤسسات الحكومية في مجالات البيئة والمناخ والمياه والطاقة، وإدراج مشروع الموسوعة البيئية العراقية ضمن برامج البحث العلمي الوطنية، وتخصيص الدعم المالي والفني لاستكمال مراحل إعدادها ونشرها ورقياً ورقمياً، وتأسيس هيئة استشارية علمية دائمة للمركز والموسوعة البيئية العراقية، تضم نخبة من العلماء والخبراء العراقيين في مجالات البيئة والمناخ والمياه والطاقة، تتولى الإشراف العلمي على أنشطة المركز، وضمان جودة المحتوى العلمي للموسوعة البيئية العراقية ومراجعة تحديثاتها الدورية، وتشكيل فريق وطني متخصص من الباحثين والأكاديميين لمراجعة وتنقيح المجلدات العلمية للموسوعة البيئية العراقية، لضمان الدقة العلمية والاتساق المعرفي وجودة الإخراج النهائي، بإشراف الهيئة الاستشارية العلمية الدائمة، وتعزيز الشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في مجالات التدريب وبناء القدرات وتنفيذ مشاريع الاستدامة

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن