كشفت شبكة "ذا دبلومات" الأمريكية، عن مصير الصفقة الصينية في العراق، والتابعة لمبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين للاستثمار في الشرق الأوسط، مؤكدة تعطيلها عمدًا من قِبل مسؤولين عراقيين.
وأوضحت الشبكة، في تقرير لها، أن "بعض المسؤولين المتنفذين في الحكومة العراقية، قاموا بتعطيل الاتفاقية الصينية عمدا، لأنهم باتوا ينظرون بنظرة قلق لتزايد النفوذ الصيني داخل العراق إلى مستويات غير مسبوقة".
وأكدت أن "بعض المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق من زيادة الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية لإنشاء البنى التحتية العراقية، الأمر الذي يضعف من قدرة العراق على اتخاذ قراراته الاستراتيجية".
وتابعت أن "الحكومة العراقية تحاول الحفاظ على توازن صعب في علاقاتها مع الغرب والشرق، بالإضافة للحفاظ على قدرتها على اتخاذ قراراتها الاستراتيجية بسيادة تامة، الأمر الذي قد يتعارض مع وجود نفوذ أجنبي كبير على قطاع البنى التحتية العراقي داخليا".
وأشارت الشبكة إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تنظر كذلك بنظرة قلق أخرى إلى تزايد النفوذ الصيني في العراق".
وأضافت أن "الولايات المتحدة تملك نفوذا كبيرا على القرار الاستراتيجي العراقي وبالتالي تعارض تزايد النفوذ الصيني داخل العراق الذي يعد منافسا لنفوذها". ونقلت الشبكة عن مسؤولين صينيين قولهم، إنه "تم توقف العمل بالصفقة بشكل مؤقت، نتيجة لموقف المسؤولين العراقيين".
وبينوا أن "الصين ستحاول تقديم تطمينات للحكومة العراقية خلال الفترة المقبلة للشروع بتنفيذ الصفقة في البلاد".
وأفادت الشبكة بأن "الصفقة الصينية التي عقدت في عام 2019، تضمنت قيام الصين بإعادة إعمار البنى التحتية في العراق باستثمار تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار أمريكي".
وخلصت إلى أنه "في المقابل تلتزم الحكومة العراقية بمنح الصين مئة ألف برميل نفطي يوميًا، وبشكل مجاني لمدة عشرين عاما، الأمر الذي يراه بعض القادة المحليين في العراق، اعتمادا كبيرا من البلاد على الصين لتنفيذ وتشغيل مشاريع البنى التحتية، مما يقود إلى منح الصين نفوذا على القرار الاستراتيجي العراقي".