05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
30 Apr
30Apr

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء في ميشيغن أمام حشد من مؤيّديه خطابا حماسيا بمناسبة مرور مئة يوم على عودته إلى البيت الأبيض أكّد فيه أنّ الإجراءات غير المسبوقة التي اتّخذها حتى الآن وهزّت العالم وزعزعت استقرار أميركا "ما هي سوى البداية".

وبينما كان يستمتع بتصفيق أنصاره الذين تجمّعوا في مدينة وارن بولاية ميشيغن (منطقة البحيرات العظمى، شمال)، أكّد ترامب أنّ أميركا شهدت "أكثر 100 يوم نجاحا" في تاريخها.

وأضاف الملياردير الجمهوري البالغ من العمر 78 عاما في خطاب طويل كان من حبث الشكل والمضمون أشبه بالخطابات التي كان يلقيها خلال حملته الانتخابية "أفتقد الحملات الانتخابية".

ولم يوفّر ترامب في خطابه أحدا من خصومه، من سلفه جو بايدن "النائم"، إلى وسائل الإعلام "الكاذبة"، إلى القضاة "الشيوعيين"، إلى معارضيه الديموقراطيين "اليساريين المجانين"، إلى الدول الحليفة لبلاده لكنّها مع ذلك "نهبتنا أكثر من خصومنا على صعيد التجارة"، وصولا حتى إلى رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الذي "لا يقوم بعمل جيّد"، وكذلك أيضا دعاة حماية الأقلّيات على أنواعها والمدافعين عن البيئة.

- "عصر ذهبي" -

وخصّص ترامب حيّزا كبيرا من خطابه للدفاع عن الرسوم الجمركية التي فرضها والسياسة الحمائية التي ينتهجها، واعدا الأميركيين بـ"عصر ذهبي" اقتصادي جديد.كما استفاض الرئيس الجمهوري في خطابه في الحديث عن الإجراءات التي اتّخذها لوقف الهجرة غير النظامية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وخلال الخطاب توقّف ترامب ليتابع مع الحشد مقطع فيديو لمهاجرين تم ترحيلهم إلى السلفادور ظهر فيه رجال مقيّدون بالأصفاد والسلاسل يتمّ حلق رؤوسهم، بينما راح الحشد يهتف "يو إس إيه! يو إس إيه!".

وكان ترامب قال لمجلة "ذي أتلانتك" إنّه "في الولاية الأولى، كان عليّ القيام بأمرَين: إدارة البلاد والنجاة بنفسي، وكان كلّ هؤلاء المحتالين حولي"، في إشارة إلى تشكيلة الوزراء والمستشارين خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021).

وأضاف متباهيا، "في الولاية الثانية، أقود البلاد والعالم ... واستمتع كثيرا بوقتي".

وما زال العديد من ناخبي قطب العقارات السابق موالين له. وقالت كارن ماينر التي تدير متجرا للنبيذ في رينو بنيفادا، لوكالة فرانس برس، "إنّه يدرك ما يفعله".

- "لا مثيل له" -

من جانبه، قال فرانك تيوتي وهو عامل متقاعد من نيوهامشير، "حتى الآن، أنا سعيد جدا بما يفعله"، معربا في الوقت ذاته عن "بعض القلق بشأن الاقتصاد".

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، وإحاطة نفسه بالمخلصين له، يتصرف ترامب بحريّة تامّة سواء في مجال الرسوم الجمركية والسياسة الخارجية أو للانتقام من خصومه السياسيين.وفي قاعة الشرف في البيت الأبيض، استبدل صورة الرئيس السابق باراك أوباما بلوحة مستوحاة من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها.

أما في المكتب البيضوي، فقد اختار الملياردير المعروف بذوقه المتكلّف الباذخ أن يحيط نفسه بمقتنيات مذهّبة.وقام بتوسيع حدود سلطته الرئاسية، ووقّع حتى الآن أكثر من 140 مرسوما.

- مواجهات -

ومن بين هذه المراسيم واحد يلغي الحق الذي يضمنه الدستور بالحصول على المواطنة بالولادة.وهاجم ترامب جامعات ومكاتب محاماة وألغى سياسات بيئية، وكلّف حليفه إيلون ماسك بتفكيك مؤسسات فدرالية بذريعة محاربة البيروقراطية، كما أطلق سياسة حمائية شرسة، قبل أن يتراجع جزئيا عنها.

وعندما أمر قضاةً بتعليق بعض المراسيم التي أصدرها، وجدوا أنفسهم في خضم مواجهة غير مسبوقة مع السلطة التنفيذية.

ولا يمكن لترامب الذي قامت مسيرته السياسية على إثارة الانقسام وتعميقه، أن يدّعي الاستفادة من شهر العسل السياسي الذي عادةً ما يُرافق المئة يوم الأولى لأيّ رئيس، فهو شخصية تثير مشاعر متناقضة لدى الأميركيين الذين يوجد عدد ثابت منهم إما يكرهونه بشدة أو يعشقونه بإفراط.

وعلى العكس من ذلك، تتفق استطلاعات الرأي على تسجيل تراجع حاد في شعبيته، الأمر الذي يساهم فيه القلق بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي يعتمدها وهجماته على المؤسسات الفدرالية.

وبيَّن استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست مع شبكة "اي بي سي نيوز" الأحد، أنّ 39 في المئة من الأميركيين فقط "يوافقون" على الطريقة التي يدير بها ترامب الأمور.

- "بعيدا جدا" -

ورأى 64 في المئة من المستطلعين أنّه يذهب "بعيدا جدا" في محاولته توسيع صلاحيات الرئيس.وتعليقا على هذه الاستطلاعات قال ترامب في خطابه إنّ هذه النتائج مزيّفة، متّهما معدّي هذه الاستطلاعات باختيار عيّنات يطغى عليها خصومه الديموقراطيون.

ويستحيل التنبؤ بمدى قدرة ترامب على الحفاظ على هذه الوتيرة المحمومة لولايته الثانية.فقد بدأ الرئيس الجمهوري يبدي علامات على نفاد الصبر، خصوصا في ما يتعلّق بالقضايا الدبلوماسية، بعدما شدّد خلال حملته الانتخابية على إبرام صفقات سريعة.

مثال على ذلك، الحرب في أوكرانيا حيث من الواضح أنّه فشل في الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة من عودته للسلطة.وردا على سؤال طرحته عليه مجلة "تايم"، قال ترامب "الناس يعرفون أنّني عندما قلت ذلك، كان بنبرة مازحة".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن