طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفتح تحقيق في علاقة الخبير المالي جيفري إبستين الذي اتهم بالاتجار الجنسي قبل وفاته في السجن، ببعض الشخصيات من الحزب الديموقراطي، ومنها بيل كلينتون، في وقت تثير روابطه برجل الأعمال الراحل تساؤلات جديدة.في غضون ذلك، فكّ ترامب بشكل مفاجئ ارتباطه بمارجوري تايلور غرين التي تعدّ من أبرز وجوه حركته “ماغا” (“لنجعل أميركا عظيمة مجددا”)، والتي تنتقده على خلفية هذا الملفّ السياسي القضائي.
وفي مسعى لخلط الأوراق بعدما طرح نشر نواب ديموقراطيين الأربعاء رسالة إلكترونية تعود إلى العام 2019 منسوبة لإبستين، تساؤلات جديدة حول صلاته بالثري الراحل، طلب ترامب فتح تحقيق في القضية مع الرئيس الأميركي السابق الديموقراطي بيل كلينتون ومصرف جاي بي مورغان تشيس والرئيس الأسبق لجامعة هارفرد لاري سامرز الذي شغل منصب وزير الخزانة في عهد كلينتون، والمستثمر ريد هوفمان.
واتّهم الرئيس الجمهوري خصوما ديموقراطيين بـ”استخدام خديعة إبستين” لصرف الانتباه عن تسوية أبرمها حزبهم مؤخرا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.
وقال ترامب للصحافيين أثناء سفره إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إنه “لا يعرف شيئا” عن رسالة الكترونية لإبستين تشير إلى علمه بالاعتداءات الجنسية التي ارتكبها الأخير. وأضاف “كانت علاقتي بجيفري إبستين سيئة للغاية لسنوات عدة”. وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال “سأطلب من وزيرة العدل بام بوندي ووزارة العدل ووطنيينا العظماء في مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق في تورّط جيفري إبستين وعلاقته ببيل كلينتون ولاري سامرز وريد هوفمان وجاي بي مورغان تشيس وغيرهم من أشخاص ومؤسسات”.
وتابع “تظهر السجلات أن هؤلاء الرجال وكثرا غيرهم أمضوا جزءا كبيرا من حياتهم مع إبستين وعلى +جزيرته+”.– “مجرد ضجيج” –ولطالما طُرحت تساؤلات بشأن علاقة كلينتون بإبستين، إلا أنه لم يُتّهم بارتكاب أي مخالفة في إطار الفضيحة.وأعلنت بوندي أن وزارة العدل سوف “تتابع هذا الأمر بشكل سريع ونزيه”، مشيرة إلى أن المدعي العام في نيويورك جاي كلايتون “سيأخذ زمام المبادرة” بشأن طلب ترامب.
وقال المتحدث باسم كلينتون، آنجيل أورينا، إن رسائل البريد الإلكتروني “تثبت أن بيل كلينتون لم يفعل شيئا ولم يكن يعلم شيئا. الباقي مجرد ضجيج يراد به صرف الانتباه عن خسائر الانتخابات وتبعات إغلاقات الحكومة، ومن يدري ماذا أيضا”.وخالط كلينتون إبستين في التسعينات ومطلع الألفية.
ورفض “جاي بي مورغان تشيس” ادعاءات ترامب، علما بأن المصرف وافق عام 2023 على دفع 290 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية رفعتها نساء من ضحايا عميله السابق إبستين.
وقال المصرف في بيان “الحكومة كانت لديها معلومات دامغة عن جرائمه، لكنها لم تشاركها معنا أو مع البنوك الأخرى”. وأضاف “نحن نأسف لأي ارتباط كان لنا مع هذا الرجل، لكننا لم نساعده في ارتكاب أفعاله الشنيعة”.
– لا حلول وسطى –
في تموز/يوليو، خلصت وزرارة العدل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) إلى أن “لا أدلّة للاستناد إليها بغية فتح تحقيق في حقّ شخصيات لم تلاحق” في قضية إبستين، واعتبرا أنه “ليس من الصائب” رفع السرّية عن ملفّات القضية.
وأثار هذا الموقف استياء شخصيات من حركة “ماغا”، من بينها مارجوري تايلور غرين التي نعتها الرئيس الأميركي الجمعة بـ”المخبولة” العصية على الفهم، وذلك عبر تروث سوشال.واتّهمت النائبة عن جورجيا (جنوب شرق الولايات المتحدة) ترامب بالسعي إلى ضرب “مثل” لتخويف المحافظين كافة.وكان ترامب قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بالكشف عن معلومات مدويّة في قضيّة إبستين. لكن قطب العقارات السابق الذي خالط إبستين في نيويورك قبل الاختلاف معه، يسعى إلى إغلاق هذا الملفّ منذ عودته إلى البيت الأبيض.ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب الأميركي مطلع الأسبوع المقبل على اقتراح يطالب البيت الأبيض برفع السرّية عن الملّفات. وتشير تقارير صحافية إلى أن عددا من الجمهوريين سيصوّتون لصالح هذا المشروع.والجمعة أرسلت ناجيات من ضحايا إبستين رسالة إلى المشرّعين الأميركيين، طالبن فيها بنشر الملّفات مع التشديد على أنه “لا يوجد حل وسط هنا. ولا احتماء بالانتماء الحزبي”.
وقضى إبستين في السجن في العام 2019. وتقول السلطات إنه انتحر في زنزانته، قبل محاكمته فدراليا بتهم ارتكاب جرائم جنسية. وهو كان يستقدم قاصرات بمساعدة شريكته غيلاين ماكسويل إلى فيلاته في نيويورك وفلوريدا خصوصا بداعي التدليك، للاعتداء عليهن جنسيا.
اوو/ود-سام-م ن/كام