أعلنت روسيا رفضها مناقشة أيّ "تدخّل أجنبي" في أوكرانيا "أيا كان شكله"، محذّرة من أنّ الضمانات الأمنية التي تسعى كييف للحصول عليها من الأوروبيين تشكّل "خطراً" على القارة العجوز.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تستضيف فيه فرنسا قمة أوروبية لـ"تحالف الراغبين" الداعم لأوكرانيا التي تطالب بنشر قوات أوروبية على أراضيها في إطار أي تسوية للنزاع بينها وبين روسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي إنّ "روسيا ليست لديها أيّ نيّة لمناقشة تدخّل أجنبي في أوكرانيا"، محذّرة من أنّ هكذا تدخّل "أيّا كان شكله أو صيغته، سيكون غير مقبول بتاتاً وسيقوّض أيّ شكل من أشكال الأمن".
وأضافت أنّ الضمانات الأمنية التي يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار أيّ تسوية للنزاع في بلاده، معتبرة إيّاها "ضمانات خطر على القارّة الأوروبية".
وأوضحت أنّ موسكو تعتبر هذه المطالب "غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفة "هذه ليست ضمانات أمنية لأوكرانيا، بل هي ضمانات خطر على القارة الأوروبية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال الأربعاء لدى استقباله نظيره الأوكراني إنّ أوروبا مستعدة لتوفير ضمانات أمنية لكييف فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب التي اندلعت إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.
وقال ماكرون عشية استضافة قمة لقادة أوروبيين ضمن "تحالف الراغبين" الداعم لكييف "نحن الأوروبيون مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والأوكرانيين فور توقيع (اتفاق) سلام".
وأضاف أن "المساهمات التي أعدت ووثقت وأكدت بعد ظهر اليوم على مستوى وزراء الدفاع، في سرية تامة، تمكنني من القول: انتهى الأمر، هذا العمل التحضيري قد اكتمل، وسيتم الآن اعتماده سياسيا".
وتابع "نحن مستعدون لسلام قوي وسلام دائم لأوكرانيا والأوروبيين"، مردفا أن "السؤال الآن هو معرفة مدى صدق روسيا".
وشكّك ماكرون مراراً في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي دونالد ترمب بشأن رغبته في السلام.
من جهته، قال زيلينسكي إنه لا يرى أي مؤشرات على رغبة موسكو في إنهاء الحرب.
وأوضح الرئيس الأوكراني "للأسف لم نرَ بعد مؤشرات من جانب روسيا تظهر أنها ترغب في وضع حد للحرب"، معربا عن ثقته بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستساند كييف في "زيادة الضغط على روسيا للتقدم نحو حل دبلوماسي".
وتكتّم الزعماء الأوروبيون على طبيعة الضمانات التي من المتوقع أن تشمل نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وتدريب الجيش الأوكراني، فيما ستضطلع الولايات المتحدة بدور داعم.