05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
24 May
24May

                                        

هناء رياض 

يبدو ان الاهتمام بالبيئة العراقية يتزايد مع زيادة الوعي الاعلامي بمخاطر الاهمال البيئي على المجتمع عامة ، فمع اختتام مؤتمر الإعلام العربي، الذي اقيم للمرة الأولى في العراق، تحت شعار: دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي”. ومع بدء مؤتمر المياه في بغداد ، يشير الوضع الى خطط جديدة لمحاولة استنهاض الهمم لاجل الحد من المخاطر البيئية التي تحيط بالمشهد العراقي

خطط اعلامية جديدة لزيادة الوعي البيئي

فالعراق كان قد شهد تحولاً بيئياً خطيراً على كل الاصعدة ، فجفاف الأنهر والبحيرات والتصحّر، ماضياً ليدمر سبل العيش ويتسبب في هجرة جماعية في جميع أنحاء البلاد.

ويرى المهتمون والدارسون في المجال البيئي،  بأن من اهم اسباب التدهور البيئي في العراق هو التوسع الحضري غير المنضبط والتلوث، حيث أدى التوسع السريع وغير المخطط له للمدن في العراق، خاصة في بغداد والبصرة، إلى مشكلات بيئية خطيرة مثل تراكم القمامة في الشوارع والمجاري المائية والمناطق السكنية. كما أن حرق النفايات في الهواء الطلق يطلق سمومًا ضارة في الهواء، مما يساهم في تدهور جودة الهواء والأزمات الصحية العامة.

بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون أنظمة الصرف الصحي قديمة أو غير كافية، مما يؤدي إلى تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة مباشرة إلى دجلة والفرات

اهم مسببات التلوث البيئي هي التوسع الحضري غير المدروس وشحة المياه

اما عن جودة الهواء ونسبة التلوث فيه فهي ضمن قوائم الخطر ، حيث تم تصنيف جودة الهواء على أنها “غير صحية”، وهو انعكاس لمشكلة أكبر في جميع أنحاء البلاد. فالانبعاثات الصناعية، وعوادم السيارات، والاستخدام الواسع للوقود منخفض الجودة عوضاً عن وقود محطات توليد الكهرباء المحلية والمنتشرة بشكل هستيري في المناطق السكنية ، كلها عوامل تساهم في ارتفاع مستويات الجسيمات الضارة في الهواء. وتزيد العواصف الترابية التي يتميز بها جو بغداد وبعض المحافظات الجنوبية

جودة الهواء العراقي غير صحية وفقاً لدراسات عالمية

اما عن أزمة المياه في العراق فهي مشكلة بيئية حرجة أخرى. فنهري دجلة والفرات يعانيان من انخفاض مستويات المياه فيهما بسبب السدود المقامة من قبل الدول المجاورة والاستخدام المفرط للمياه.

علاوة على ذلك، أدى تلوث الأنهار بالنفايات الصناعية ومياه الصرف الصحي والجريان الزراعي إلى جعل المياه غير آمنة للشرب أو الري، مما يهدد الصحة العامة والإنتاجية الزراعية.

انخفاض نسبة المياه عامل كبير واساس في التلوث

فيما يضع المختصون عدداً من الحلول الواجب مسارعة تطبيقها لضمان الحد الادنى من الانقاذ البيئي ،منها رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الحفاظ على البيئة.و تنفيذ برامج تعليمية في المدارس والمجتمعات المحلية لتعليم المواطنين كيفية إعادة التدوير وإدارة النفايات والحفاظ على الطاقة ، عوضاً عن فرض لوائح بيئية أكثر صرامة على الصناعات،و تحسين نظم إدارة النفايات، والاستثمار في البنية التحتية المستدامة

ذوي الاختصاص: الوعي البيئي لايقل اهمية عن الخطط الحكومية

كما يؤكد المختصون ضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة ، حيث ساهم اعتماد العراق على الوقود الأحفوري بشكل كبير في تلوث الهواء والماء. وللتغلب على هذا، يجب على الحكومة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. حيث يمتلك العراق إمكانيات كبيرة للطاقة الشمسية، خاصة في المناطق الصحراوية، ويمكن استغلال هذا المورد لتقليل اعتماد البلاد على النفط والغاز.

ضرورة اعتماد الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة

ختاما إن التدهور البيئي في العراق مشكلة متعددة الأبعاد تتطلب اهتمامًا عاجلًا من الحكومة والمجتمع الدولي والمواطنين العراقيين أنفسهم. من خلال معالجة الأسباب الجذرية للتلوث وندرة المياه والكوارث المرتبطة بالمناخ، يمكن للعراق استعادة بيئته وتحسين نوعية الحياة لشعبه. الآن هو الوقت المناسب للتحرك، ومع الاستراتيجيات الصحيحة، يمتلك العراق القدرة على عكس تدهوره البيئي وبناء مستقبل أكثر استدامة.

                                                       

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن