في خطوة وُصفت بأنها من أكثر المشاريع البيئية طموحًا في تاريخ إقليم كوردستان، أعلنت حكومة الإقليم، برئاسة مسرور بارزاني، انطلاق العمل الفعلي في مشروع الحزام الأخضر لمدينة أربيل، الذي يهدف إلى تحويل العاصمة إلى واحة خضراء تحيط بها الأشجار من كل الجهات، وتُسهم في مواجهة التغير المناخي وتحسين نوعية الحياة للسكان.
رسالة رئيس الحكومة: "نُعمر كوردستان بهدوء كما ينمو الزهر بالمطر"
في كلمته خلال حفل إطلاق المشروع، قال مسرور بارزاني: "يسعدني أن أكون معكم في هذا اليوم التاريخي، المهم جدًا لأجيال كوردستان القادمة ولإعمار كوردستان اليوم. يقول مولانا جلال الدين الرومي: إنه المطر الذي ينمّي الأزهار، وليس صوت الرعد. ونحن أيضًا، بهدوء وعلى مهل، سنواصل إعمار كوردستان."وأضاف رئيس الحكومة: "من دواعي سروري أن أوجّه الشكر للأصدقاء والخبراء اليونانيين الذين ساعدونا في إطلاق هذا المشروع، خصوصًا في مجال زراعة أشجار الزيتون، التي تعود جذورها التاريخية إلى هذه المناطق. عودة الزيتون إلى أرض كوردستان ليست مجرد زراعة، بل رمز للخير والبركة والارتباط بالأرض.
"مشروع الحزام الأخضر.. رؤية بيئية تمتد حتى عام 2050
يأتي المشروع ضمن رؤية حكومة إقليم كوردستان لتطوير البنية البيئية للعاصمة حتى عام 2050.وبحسب كارزان عبد الهادي، رئيس بلدية أربيل، فإن الحزام الأخضر كان جزءًا من المخطط الرئيسي للمدينة منذ عام 2011، لكن النسخة المعدّلة التي أُقرت خلال الكابينة التاسعة جعلت منه محورًا رئيسيًا في خطة التنمية المستدامة.وقال عبد الهادي: "لحسن الحظ، تمتلك أربيل رؤية حضرية واضحة، وقد خضع المخطط العام لتحديث شامل بإشراف السيد رئيس الوزراء ووزير البلديات والسياحة ومحافظ أربيل، ليشمل الحزام الأخضر كعنصر أساسي في مستقبل المدينة.
"ثماني مناطق.. وعمل مكثف بقدرات محلية
من جانبه، أوضح هيمن سعيد مراد، المدير العام للزراعة في أربيل، أن المشروع يُنفّذ على مراحل مقسّمة إلى ثماني مناطق رئيسية:
"العمل يجري الآن بوتيرة عالية في المناطق الأولى والثانية والثامنة. المشروع يُنفذ من قبل شركة محلية وبقدرات محلية كاملة، وهو خطوة استراتيجية نحو بيئة أنظف وصحة أفضل لمواطني أربيل."وأشار إلى أن المشروع خلق فرص عمل واسعة وأسهم في تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين الذين أبدوا تعاونًا كبيرًا في تسهيل أعمال التنفيذ.
تصميم وتنفيذ بمواصفات قياسية
هردي سيويلي، مصمم ومستشار المشروع، أوضح أن الحزام الأخضر يتكون من ست مراحل أساسية تشمل تحديد المواقع، التسييج، تنظيف الأراضي، مد شبكات الري، الزراعة، وأخيرًا المراقبة والإدارة.وأضاف: "طول الحزام يبلغ 82 كيلومترًا، وعرضه كيلومتران، وسيتم تخضيره بالكامل وفق معايير هندسية دقيقة، حيث تُزرع الأشجار بمسافة 6 أمتار بين الشتلات. جميع مراحل التنفيذ تتم بقدرات محلية، ووفرت المشروع ما بين 300 إلى 350 فرصة عمل.
"أثر بيئي وصحي وسياحي واقتصادي
بحسب هفال أحمد، مدير مديرية التغيرات المناخية، فإن المشروع سيؤدي إلى خفض ملموس في درجات الحرارة داخل المدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب فوائده الصحية والسياحية والتجارية."ما سيشهده سكان أربيل خلال الأعوام القادمة سيكون تحولًا بيئيًا جذريًا. المشروع ليس مجرد زراعة أشجار، بل نظام بيئي متكامل سيجعل من العاصمة نموذجًا يحتذى في العراق والمنطقة.
"إنجازات موازية في الزراعة
وأشار هيمن سعيد مراد إلى أن المشروع يأتي ضمن سلسلة نجاحات القطاع الزراعي في الكابينة التاسعة، حيث "ارتفع الإنتاج الزراعي بشكل غير مسبوق، وتم تصدير أكثر من 750 ألف طن من المنتجات المحلية إلى محافظات العراق ودول الخليج وأفريقيا وأوروبا."إعداد: كوردستان24عربية، من برنامج (بۆژانەوە) الذي يبث على شاشة القناة