بغداد-المواطن تحت شعار (اعترافًا بعالمٍ رسّخ قيم البحث الرصين، وفتح أمام طلابه آفاق الفكر والنقد، وأسهم بعطائه المستمر في بناء وعي وطني ناضج)، نظّمت مؤسسة بحر العلوم الخيرية مساء يوم الثلاثاء الموافق 9 تشرين الأول 2025 على قاعة ملتقى بحر العلوم للحوار احتفالًا رسميًا أعلنت خلاله إطلاق مبادرة "قلادة التميز المعرفي"؛ وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تكريم الشخصيات التي أسهمت بإنتاجها العلمي والمعرفي في خدمة المجتمع والإنسانية.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد معالي الدكتور إبراهيم بحر العلوم، رئيس المؤسسة وراعي المبادرة، أن هذه الخطوة تأتي تقديرًا للجهود البحثية والفكرية التي تركت أثرًا واضحًا في مسارات العلم والثقافة والتنمية، ولإبراز قيمة الإبداع في بناء الأجيال وصناعة المستقبل.
وأشار إلى أن الدكتور علي عباس مراد قدّم للعلم والمعرفة مؤلفات وبحوثًا مهمة، وشهدت له قاعات الدرس بما رسّخه من قيم وطنية ومعرفية رصينة.
وقد شهد الحفل تكريم الدكتور علي عباس مراد بــ قلادة التميز المعرفي تقديرًا لمسيرته الأكاديمية وإنجازاته الفكرية التي خلّفت بصمات مؤثرة في ميادين البحث والتعليم وخدمة المجتمع.
ووصفته المؤسسة بأنه “رجل جعل من الفكر موقفًا، ومن الكتابة فعلًا، ومن الوطن قضيةً لا تتبدّل”، مؤكدة أن هذا التكريم هو اعتراف بدوره في تعزيز قيمة الإبداع كواجب وطني ومعرفي. وأعرب الدكتور علي عباس مراد عن شكره وامتنانه لمؤسسة بحر العلوم الخيرية، مثنيًا على مبادرتها ودورها في احتضان العلماء والمبدعين، ومشيرًا إلى أن الأسرة الكريمة آل بحر العلوم ارتبط اسمها بالعلم والمعرفة ورعاية العلماء . وتضمّن الحفل عددًا من المداخلات التي قدّمها أصدقاء وزملاء المُكرَّم، عبّروا فيها عن أثره العلمي والإنساني.
فقد قدّم الدكتور عامر حسن فياض كلمة بعنوان “شيء عن صديق جدير بالذكر” استعرض فيها محطات بارزة من شخصية الدكتور علي عباس.
فيما تحدّث الدكتور سعدي كريم في كلمة بعنوان “عِشرة عمر ورحلة سنين مستمرة” عن ذكريات وتجارب طويلة جمعته بالمُكرَّم. كما قدّم الدكتور كريم حسين الجاف كلمة بعنوان “كلمات في ذكريات جميلة” تضمّنت خواطر وانطباعات عن مواقف ومناسبات مشتركة معه، فضلًا عن مداخلات وتعقيبات أخرى من زملائه وطلبته الذين أثْروا الحفل بشهاداتهم. واختُتمت الفعالية بالتأكيد على استمرار مؤسسة بحر العلوم الخيرية في دعم المبادرات المعرفية التي تحتفي بالمبدعين والعلماء، وتساهم في ترسيخ قيمة البحث والإبداع في المجتمع.
قلادة التميز المعرفي
هي مبادرة رائدة أطلقتها مؤسسة بحر العلوم الخيرية بهدف تكريم الشخصيات التي أسهمت بعطائها العلمي والمعرفي في خدمة المجتمع والإنسانية. وتأتي هذه المبادرة بوصفها رسالة تقدير وامتنان لمن قدموا جهوداً بحثية وفكرية متميزة وتركوا بصمات واضحة في مسارات العلم والثقافة والتنمية. وتسعى المؤسسة من خلال هذه القلادة إلى إظهار قيمة الإبداع في بناء الأجيال وصناعة المستقبل، وتعزيز مكانة العلماء والمبدعين الذين كرّسوا حياتهم لنشر المعرفة وترسيخ القيم الإنسانية، وتشجيع الأجيال القادمة على مواصلة العطاء الفكري ومسيرة الابتكار والتميز.
القلادة الأولى للأستاذ الدكتور علي عباس مراد الباحث والأستاذ والإنسان
هو ....... عراقي الولاء بغدادي الانتماء مدني الهوى، حمل هم العراق في فكره وقلمه، وجعل من المعرفة بوصلته في زمن اختلطت فيه الأصوات وتكاثرت فيه العناوين. آمن بأن الكتاب ليس مجرد ورق وحبر، بل رسالة تكسر الصمت، وتفتح دروب الوعي، وتمنح القارئ قدرةً على رؤية ما وراء العتمة هو مفكّر يجمع بين رصانة التحليل وعمق الرؤية، وبين شغف المثقف وجرأة الإصلاح، لم يتخل يوماً عن مسؤوليته الأخلاقية تجاه وطنه، ولم يساوم على قيمه ولا على حلمه بعراق أكثر عدلاً وكرامة وإنسانية.
سعى إلى أن يكون صوته جسراً بين الماضي والمستقبل، وبين الواقع وما ينبغي أن يكون. وإذا كان قلمه نافذته على العالم، فإن شارع المتنبي كان فضاءه الأثير الذي يتنفس منه الثقافة ويستمد منه نبض العراق الفكري هناك، بين رفوف الكتب ورائحة الورق العتيق، كان علي عباس مراد يجد ذاته يحاور الكتاب، يستمع للقراء، ويمضي في بحثه عن كل ما يعمق الوعي ويثري الروح.
لم يكن المتنبي بالنسبة له مجرد شارع، بل بيتاً للذاكرة الثقافية وملتقى للأصدقاء ونقطة انطلاق الأفكار لا تهدأ. وفي قاعات الدراسة، كان حضوره مختلفاً... لم يكن أستاذاً تقليدياً، بل معلّماً للفكر ومرافقاً للوعي. اقترب من طلابه بوصفهم شركاء في المعرفة لا متلقين فقط. شجعهم على السؤال، ودفعهم إلى التفكير النقدي، وفتح أمامهم آفاق البحث والتحليل.
كثيرون رأوا فيه نموذجاً يحتذى، ليس بما يدرّسه فقط، بل بما يجسّده من تواضع ومعرفة وصدق وحرص على تكوين جيل يحمل مسؤولية التفكير قبل مسؤولية القول ،و منذ سنوات وهو يستنشق عبير افاقه التخليلية في اروقة (معهد العلمين للدراسات العليا)، وجد فيه المتعة الاكاديمية ويختصر الزمن ويشد الرحال اسبوعيا لنثر عطائه في النجف وبين طلبته وزملائه. . لذلك، فإن تكريمه بـ قلادة التميز المعرفي هو احتفاء برجل جعل من الفكر موقفاً، ومن الكتابة فعلاً، ومن العراق قضيةً لا تتبدل... رجلٍ آمن بأن الإبداع ليس ترفاً، بل واجباً تجاه وطن يحتاج دائماً إلى من يضيء له الطريق .
شيء عن صديق جدير بالذكر
• نكشت تلافيف مخي علَّ الذاكرة تسعفني في العودة إلى شقاوة الطفولة فوجدتني مع (علي عباس (مراد في زقاق جامع الشيخ صندل بمحلة سوق حمادة عند كرخ بغداد وهو يجلس على عتبة دراهم العليا وقدميه على العتبة السفلى بهدوء الملاحظ وسكون الراصد للمارة بهيئة الطفل النظيف الهندام في زمن شحت فيه النظافة عند الأطفال. .
عاش علي عباس مراد الطفل وتشرب من إناء رقراق يفيض عذوبة عائلته التربوية المتعلمة والمدنية المتحضرة وهو الولد المدلل بين اخواته والشابع من شلالات حنان عماته....
وكما إنني لم أكن هو لم يكن، قد عرف عن نفسه لا مذهبياً ولا قومياً ولا عشائرياً، وبقدر ما كنت أجيد الاختلاط مع أقراني لم يكن هو يجيد الاختلاط مع أقرانه بل كان يجيد المشاهدة والملاحظة لأقرانه في الحي والمدرسة.
بعد ذلك عرفته انساناً طيباً وتدريسياً ناجحاً وعقلاً متوهجاً ليصبح صديق العمر الذي تمكنت أن أقرأ في عيونه الفرح والحزن وفي أذنيه حسن الإصغاء.
نعم عرفته انساناً دافئ كنيران المعابد وشجاع في علمه ومتألق في تخصصه وشرس في مناهضة الباطل وجبان في مخاصمة الحق... يحب الصدق ويتكلم بصدق ويتألم بصدق ويضحك بصدق... يكره الرجل عندما يكون بعض رجل ويحترم المرأة حتى لو كانت بعض أمرأة....
• إنه إنسان تيمم بتراب الوطن وتعود السجود له فمن يقبل مواطنية علي عباس مراد) يثبت وطنيته ومن لا يقبلها يثبت وطنية علي عباس مراد).
أما محاضراته كتدريسي فأنها تنفخ في أذان طلبة الجامعة وتفتح شهية عقول سامعيه لتضمد جراحات الأدمغة المستجيبة للشفاء والمتعطشة للعقلنة فهو الذي يدخل في تفاصيل الفكر السياسي استقرائياً مرة وينطلق من كل الفكر السياسي استنباطياً مرة أخرى. .
ولأن المنطق يجانب من يسأل العطشى لم يبحثون عن الماء، فليس من المنطقي أن يسأل لماذا علي عباس مراد متعطش للقراءة والكتابة وهو العقل النقي كالدمع والمنعش كليالي الصيف يتمرغ بالكتب باحثاً عن درة تراب معرفة يعربد ويعبث ويتعثر بها ثم يستنبتها ويسقيها لتتجذر وتنمو وتزدهر لتصبح بحثاً أو كتاباً يحتضن أفكاراً هي كالفل والياسمين والجلنار في حدائق العلم والمعرفة السياسية. دوماً تنبش في رأسه الأفكار ومرفاً أفكاره عقله والأخير لم يكن خزان يحفظ بل معمل ينتج ومواده الأولية يجلبها من حقول الفلسفة والجغرافيا والاجتماع والاقتصاد تتفاعل لتنتج فكراً سياسياً بعلامات فارقة مسجلة ل( علي عباس (مراد الذي كان وسيكون كما عهدته غيمة في قيض العلم وبسمة في هموم العلم والمعرفة.
أ.د. عامر حسن فياض عميد كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين الأسبق أستاذ الفكر السياسي / معهد العلمين للدراسات العليا
علي عباس مراد عشرة عمر .. ورحلة سنين مستمرة
يمكن القول ان الكتابة عن صداقة دامت اكثر من نصف قرن وما زالت مستمرة، ليس بالشيء اليسير، فقد طوت سنين صداقتي مع أخي علي عباس مراد، واقول اخي حقاً، وليس صديقي الكثير من الود والحمية وصدق المواقف بالسراء والضراء. والذكريات حلوها ومرها.
بدأت معرفتي بأخي علي عباس منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما كنا طلاب جامعة في مرحلة البكالوريوس، حيث كنا نلتقي في اروقه كلية القانون والعلوم السياسية، جامعة بغداد التي كنت ادرس فيها، والجامعة المستنصرية التي كان يدرس فيها نتابع ونحضر محاضرات الأساتذة الكبار في العلوم السياسية امثال الدكتور عبد الرضا الطعان حفظه الله ورعاه، والدكتور كاظم هاشم النعمة والدكتور مازن الرمضاني والدكتور شمران حمادي رحمه الله، والدكتور وميض عمر نظمى رحمه الله، والدكتور صادق الاسود رحمه الله، بل كنا احياناً نحضر محاضرات الدكتور مدني صالح الهيتي والدكتور عبد الامير الاعسم والدكتور فروت الاسيوطي في كلية القانون والسياسة في ذلك الوقت كنا نخوض نقاشات في الفكر والثقافة.
بعد ان انهيت مرحلة البكالوريوس، التحقت بالخدمة العسكرية ثم تم قبولي في الدراسات العليا لمرحلة الماجستير عام 1978 ومن هنا بدأت علاقتي به تنتقل من مرحلة المعرفة الشخصية الى مرحلة الصداقة والاخوة.
حيث كنا نلتقي بشكل دائم ومستمر. ونقضي وقتاً في اروقة كلية القانون والسياسية جامعة بغداد، أو في المكتبة الوطنية.
حيث نقضي جل وقتنا فيها، نتسابق منذ الصبح الباكر لحجز مكان لنا في معتكفات المكتبة الوطنية التي نبقى فيها في كثير من الاحيان منذ الصباح وحتى اغلاق ابواب المكتبة عند الساعة الثامنة مساءاً.
وفي السنة التحضيرية لدراسة الماجستير كنا مجموعة مميزة تثير الكثير من الجدل والنقاش اثناء المحاضرات وكان الدكتور علي من بين الجميع متميزاً في نقاشاته واحياناً يحتدم الجدل بين زملاء الدراسة اخص منهم الدكتور علي محمد سعيد، والاستاذ افرام شبرا، والدكتور عبد اللطيف المياحي رحمه الله والدكتور عزيز جبر شيال، وكان ذلك يسعد اساتذتنا كثيراً. ومن بين الاساتذة الذين تولوا تدريسنا في مرحلة الماجستير علاوة عن الدين ورد ذكرهم في مرحلة البكالوريوس الدكتور حامد ربيع، والدكتور محمد محمود ربيع والدكتور طلعت الشيباني والدكتور غسان العطية الذي كان حينها مدير مركز الدراسات الفلسطينية .
في هذه المرحلة تعمقت علاقتي بأخي علي عباس وما اتذكره في ذلك الوقت كنا نذهب في كثير من الأحيان سيراً على الاقدام من الباب المعظم الى الباب الشرقي مروراً بمكتبات شارع المتنبي ثم نجلس في المقهى البرازيلي وبعدها نذهب الى مكتبات الباب الشرقي للبحث عن الجديد من الكتب في الفكر السياسية مثل مكتبة النهضة العربية لصاحبها حسن واخوه علي ومكتبة العالمية لصاحبها ابو ايمان والتي نشتري الكتب منها بالأقساط الشهرية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي تم قبولنا في مرحلة الدكتوراه، ولم نكن في دوره واحده في السنة التحضيرية، ولكن لحسن الحظ أصبحنا انا والدكتور علي عباس والدكتور عامر حسن فياض ضمن اشراف استاذنا الكبير الدكتور عبد الرضا الطعان اطال الله في عمره.
وهكذا زاد التواصل الدائم بيننا نحن الثلاثة ولقائنا المستمر مع استاذنا المشرف وفي هذه المرحلة كنا نلتقي بشكل مستمر خلال ايام الاسبوع نتبادل الآراء والأفكار في اطروحتنا العلمية. وكأننا اخوة فعلا ووالدنا الدكتور عبد الرضا الطعان جزاه الله عنا خير الجزاء. .
هذه مسيرتي الدراسية مع الأستاذ الدكتور علي عباس مراد، وما أود أن أذكره في هذا الجانب أن علاقتنا نحن الثلاثة كانت مميزة مع جل الأحترام لأساتذتنا الكرام، ففي هذه المرحلة من دراسة الدكتوراه كنا نخرج في بعض الاحيان مع بعض اساتذتنا لتناول الغداء في احدى المطاعم الشعبية في شارع السعدون مع الدكتور مازن الرمضاني، واحياناً كثره كنا نتعشى في بيت الدكتور عبد الرضا الطعان.
بعد تسليمنا له فصول اطروحة الدكتوراه وكذلك الحال مع استاذنا المرحوم الدكتور وميض عمر نظمي الذي كثيراً ما كنا نزوره في بيته ونجلس معه في مكتبته نقلب كتبه ونتناقش معه في مختلف الموضوعات السياسية والفكرية واستمرت علاقتنا معه سنين طويله الى ان داهمه المرض، فأكثرنا من زيارتنا له والتي كان يسعد بها. واتذكر يوم وفاته اتصلت زوجته الكريمة بالدكتور علي عباس لتبلغه نبأ وفاته وسارعنا الى داره وشاركنا في تشييعه الى مثواه الأخير. ولعلي اذكر انتمائنا نحن الثلاثة العربية للعلوم السياسية التي كانت في بداية تأسيسها برئاسة الدكتور وميض عمر نظمي حيث شارك الدكتور علي عباس والدكتور عامر حسن فياض في مؤتمرها التأسيسي الاول الذي انعقد في قبرص ثم حضرنا مؤتمراتها العديدة منها: مؤتمر القاهرة، ومؤتمر الاردن ومؤتمر بغداد .
وقد قدم كلاً من الدكتور علي عباس والدكتور عامر حسن فياض بحوث ودراسات في تلك المؤتمرات للجمعية ولهم بحوث منشورة في مجلتها، المجلة العربية للعلوم السياسية.
في مرحلة التسعينات من القرن الماضي سافر الدكتور على عباس مراد الى ليبيا للتدريس في جامعة بنغازي، وظلّ فيها لغاية عام 2005 .
حيث عاد للعمل في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد والتي تولى فيها منصب معاون العميد للدراسات العليا، علاوة عن تدريسه لمرحلة الماجستير والدكتوراه لسنوات عديدة، كما اشرف على عدد من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه.
وفي نفس الوقت شارك في التدريس لدورات عديدة في كلية الدفاع الوطني، وأشرف على بعض رسائل طلابها لحين احالته الى التقاعد عام 2015 بناءاً على طلبه. يمكن القول ان للدكتور علي عباس مراد غزير الانتاج العلمي من البحوث والدراسات والكتب المنشورة مما تجعله دون مبالغة في مصاف المفكرين العرب المعاصرين في مجال الفكر السياسي.
واذا شئنا القول ان حياته العلمية منذ مرحلة الماجستير وإلى اليوم مليئة بالجهد العلمي تثبت ذلك بحوثه المنشورة في الدوريات العراقية والعربية وكتبه العديدة المطبوعة داخل العراق وخارجه اشير الى بعضها.
أولاً: البحوث المنشورة
1 مشكلات الامن القومي.. نموذج تحليلي مقترح
2 الامن القومي والسياسية الخارجية
3 تجديد المشروع القومي العربي في ضوء الواقعة القطرية المشاركة والشرعية والاستقرار
4 بحوث عن الهندسة الاجتماعية
ثانياً: الكتب المطبوعة
1 دولة الشريعة عند ابن سينا
2 الهندسة الاجتماعية .... صناعة الانسان والمواطن
3 موسوعة الفكر السياسي ( خمسة كتب بالاشتراك مع الدكتور عبد الرضا الطعان والدكتور عامر حسن فياض
4 مشكلات إعادة بناء الدولة.. حالة العراق
5 الديمقراطية والمجتمع المدني في عصر العولمة
6 القديس والقيصر.. الفكر السياسي في المسيحية الدكتور علي عباس الانسان:
أخيراً أود ان اشير الى ما يميز الاستاذ الدكتور علي عباس مراد هو دماثة خلقه في تعامله مع الناس، وامانته في حفظ السر مع جميع من عرفهم وكثرة وده لأصدقائه، ورقة احساسه، فهو سريع التأثر في حزنه لمست ذلك عندما توفي صديقنا الدكتور عبد اللطيف المياحي وعند تشييعنا للمرحوم استاذنا الدكتور ومبيض عمر نظمي، وهو شديد الغضب عندما يجد شيئا خطأ، وكنت كثيراً ما اثير غضبه بمزاحي معه لكنه سرعان ما يعود لهدوئه المعهود، علاوة عن ذلك هو كريم النفس سخياً، صاحب نكتة لطيفة، رقيق في تعامله مع الناس فلا يحب ان يجرح احد في تعامله مع الجميع. واخيرا اقول لله درك يا ابا فرح من اخا وفيا اطال الله في عمرك ومدك بالصحة والعافية، وادام علينا. . نعمة الاخوة، وصدق الشافعي في قوله: سلاما على الدنيا إذا لم يكن بها... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
أ.د. سعدي كريم سلمان كلية العلوم السياسية / جامعة بغداد أستاذ الفكر السياسي – متقاعد
علي عباس مراد كلمات في ذكريات جميلة .
لا شك أن الذكريات كائنة في حياتنا ولاسيما الجميلة منها، وما يميزها حينما تكون جميلة عن أشخاص يشكلون مثلاً عليا في وجودنا وهم أحياء والدكتور علي عباس مراد أحد هذه المثل العليا التي شكلت طريقة وجودي المعرفي والثقافي، ولا سيما الأكاديمي. .
لقد كان لي الشرف أن أتعرف على الدكتور علي عباس مراد معرفة شخصية عام 1990 حين أتم أطروحته في الدكتوراه وكانت في فلسفة السياسية عند الفيلسوف ابن سينا وذلك في شارع المتنبي عندما كنت طالبا في قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة بغداد، وقد أعجبت بشدة بشخصيته العلمية التي تتسم بالفرادة والتواضع عند اثارتي الاسئلة التي تتعلق بالفلسفة السياسية، والعلاقات الدولية، وأتذكر كيف منحني على سبيل الاستعارة كتاب المفكر الاستراتيجي ومستشار الامن القومي الامريكي زبيغنيو بريجنسكي الموسوم خطة للعب التي نشرت ترجمته العربية في أحدى الصحف الكويتية، فقد كان كريماً في منح وقته، فضلاً عن المصادر العلمية التي تتوافر لديه لأجل تشكيل وعي أكاديمي رصين.
• في عام 1993 يغادر الدكتور علي عباس مراد إلى ليبيا وذلك بعد أن ودعنا في شارع المتنبي وقد كانت لحظة حزينة بالنسبة لي: إذ كان لقاء الجمعة في شارع المتنبي من اللحظات الرائعة ولاسيما بعد أن عرفني على أساطين الفكر السياسي في العراق من قبيل: الدكتور عامر حسن فياض، والدكتور عبد الرضا الطعان، والدكتور كاظم هاشم نعمة والدكتور ناظم الجاسور رحمه الله الذين يعدون من خيرة الأكاديميين العراقيين في الفكر السياسي والاستراتيجي من ناحية العلم والأخلاق والتواضع الذي لا مثيل له. فلسفة .
وفي عام 2006 يعود الدكتور علي عباس مراد إلى وطنه بعد أن اغترب أستاذاً يدرس السياسة التي تخصص بها أكاديمياً في عديد من الدول العربية، ويعاود التدريس في كليته. كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد ليكون ضمن الهيئة التدريسية استاذاً ومشرفاً.
ومفكراً يؤلف الكتب في دائرة الفلسفة السياسية. وبعد مدة يصبح معاون العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا، وفي مدة مسؤوليته أصبحت زميلاً له حين انتدبني وعرض علي التدريس في الدراسات العليا مرحلة الدكتوراه وذلك من أجل تطوير مفردات مواد الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية التي يعود الفضل للدكتور علي عباس مراد الذي ابتكر فكرة ادخال الفلسفة السياسية الغربية ما بعد الحداثية التي كانت مهمة جداً في تطوير وعي طالب الدراسات العليا في اقسام الفكر السياسي، وقد نجحت الفكرة وبدأ طلاب الدراسات العليا يختارون موضوعات تنسجم وتوجهات الفكر الغربي ما بعد الحداثي، وإشكالياته الراهنة.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور علي عباس مراد كان يهدي لي مؤلفاته التي أغنت مكتبة الفكر السياسي بعامة ومكتبتي الشخصية بخاصة من بينها كتاب جدلية الدين والسياسة في الفلسفة الإسلامية دولة الشريعة عند ابن سينا، وكتاب الهندسة الاجتماعية، وكتاب القديس والقيصر.. الفكر السياسي في المسيحية من عصر التبشير إلى عصر الإصلاح. .
لقد تميز الدكتور علي عباس مراد في كونه مفكراً أكاديمياً غزير الإنتاج وشخصية مميزة تتوافر على اهتمامات فكرية متنوعة اتسمت بالجدية؛ إذ كانت المناقشات الفكرية معه تتسم بالعلمية والموضوعية بشكل دائم ولغته تخلو من الثرثرة والألفاظ التي لا معنى لها، لذلك فقد كانت دائرة معارفه من الاصدقاء نخبوية، وقد كانت رؤيته النقدية تعتمد علي المنهج العلمي الحديث في البحث والدرس الفلسفي ولاسيما عندما يقدم طروحاته في الفلسفة السياسية. .
واستمرت انشغالاته الرئيسة تكمن في كونه أستاذاً جامعياً يسعي إلي أن يرتقي بعمله إلي مستويات عليا، ويرى أن قدراته المعرفية لا تقل بحال من الأحوال عن قدرات أي باحث مماثل له في الغرب، وهذا ما يظهر جلياً في مؤلفاته الاكاديمية التي ينشرها، وما زالت مستمرة على الرغم من دخوله مرحلة سن التقاعد، فهو ما زال تنشط دينامياته البدنية والفكرية في إعطاء المحاضرات في المؤسسات الأكاديمية الرصينة إذ على الرغم من ظروفه الصحية نجده يذهب إلى مدينة النجف الأشرف ليقدم محاضراته الثرية في أهم معاهدها المهمة الذي هو معهد العلمين للدراسات العليا. .
هذه هي شهادتي بحق انسان أصيل ومفكر المعي شكل ما يزال يشكل مصدراً كبيراً للإلهام. ومثلاً أعلى يقتدى به فكرياً، وإنسانياً، إنه المفكر علي عباس مراد.
أ.د كريم حسين الجاف الجامعة المستنصرية كلية الآداب أستاذ الفلسفة الغربية المعاصرة


