05 Nov
05Nov

حسين العادلي


• يا قوم...لقد سئِمنا هذا الانتفاخَ العام! فقد امتلأت سماءُ الوطن بالمنتفخين،كبالوناتٍ وطنيّةٍ تُحلِّقُ في الهواء، ولا وزنَ لها في الأرض!


• أشدُّ ما يُبكينا على مستوى الوطن، يُضحكُنا على مستوى الواقع؛حين يتصدّرُ الأجوفُ المشهدَ منتفخاً،مزهوّاً بفراغِه، مختالاً ببدائيّتِه.


أشدُّ ما يُضحك في مَسرحِ السياسة أن ترى الأجوفَ مُنتفخاً،يتمايلُ كطاووسٍ في مزرعةِ دجاج!إكسسواراتُه المواكبُ، وجوقتهُ (المرافقون) طُلّابُ اللقمة،يمشي متغطرساً، ويتكلّمُ بمنقاره،وعيناهُ لا تستقرّان من فزعِ جوفِه!


• في كَرنفالاتِ النفوذِ والوجاهة، تتكاثرُ الفُقاعاتُ على هيئةِ قاماتٍ؛يملأُ المجاهيلُ المشهدَ،مَن لو احتلبتَ عمرَ أحدِهم ما خرجت منه قطرةُ معنى،ولا رائحةُ تاريخ، ولا سطرُ معرفة!تَعُجّ بهم المقاعدُ الأماميّة،وتُقصى العقولُ إلى المقاعدِ الخلفيّة!


• حين تنعدمُ المعايير، وتُسحقُ مساطرُ القياس،يتقدَّمُ المنتفخُ الأجوفُ،ويغرقُ المشهدُ في مستنقعِ التفاهة!وحين تُعلَّقُ العناوينُ على الجدران،بدل أن تُعلَّقَ القيمُ في الوجدان،يتقدَّمُ الفارغُ، ويتصدَّرُ الغائرُ،ويُستَحضَرُ المُطلَقُ من النفاقِ، لا المُمكَّنُ من الكفاءة!


• لقد صارت السياسةُ عندَنا مِرآةً مقعّرةً؛تُكبِّرُ الأقزامَ، وتُصغِّرُ الكبار،وتمنحُ المايكروفونَ لكلِّ من لا صوتَ له إلّا الصدى!


• يا قوم...لقد أرهقَنا (انتفاخُ الأجوفِ)!ما أكثرَ الضجيجَ، وما أقلَّ الوزن!نُريدُ القليلَ من المعنى بدلَ هذا الكثيرِ من الخواءِ الساخن،والقليلَ من الحكمةِ بدلَ هذه الحناجرِ التي لا تُجيدُ إلّا الصِّياح!


• وتذكّروا...البالوناتُ هواءٌ،تُنفخُ بالهواءِ،وتطيرُ بالهواءِ،ولا وزنَ لها... في الأرض!

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن