23 Dec
23Dec


جعفر الحسيني 
اورد ابن ابي الحديد ( المتوفى 1258 م) في نهاية موسوعته: شرح نهج البلاغة ( وهي واحدة من اعظم الاعمال الأدبيه والتاريخية في التراث العربي ) الف حكمة وضعها تحت عنوان : الحكم المنسوبه الى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب . 

والتي طُبعت واشتهرت بين الناس تحت عنوان : الالف كلمة من كلام الامام علي .وقد قام بتحقيقها السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب، تحت عنوان الحكم المنثورة ، وهو المختص الذي دارت الكثير من مؤلفاته حول كلام الامام علي . 

وقد قال الدكتور مصطفى جمال الدين : ثلاثة عاشوا على بلاغة الامام ، الشريف الرضي في نهجه ، وابن ابي الحديد في شرحه ، والسيد عبد الزهراء الحسيني في رد الشبه عنه . 

اثبت الخطيب في بحثه ان بعض هذه الحكم للامام ، والبعض الاخر لآخرين بما فيهم فلاسفة وحكماء من الاغريق ، كالمقولة المشهورة : لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. ورغم قطعه الشوط الاساسي فانه للاسف لم يتم مشروعه ، والذي كان يشتغل فيه حتى قبيل اسبوع من وفاته بدمشق ، في 24 كانون الاول 1993 .

 وقد تصدى لنشر هذا العمل واستكمال هوامشه والتعليق عليه الكاتب الاستاذ محمد طاهر الملحم . وهكذا سيرى كتاب ( الحكم المنثورة ) النور قريباً. ليشكل اضافة الى مكتبة التراث العربي ، والتي حُرمت للاسف من عملين مهمين للحسيني الخطيب ضاعا بين المنفى وقسوة النظام السابق الذي صادر مكتبته الثمينه بنوادرها ومخطوطاتها .

 اما العملان فهما : التحريف والتصحيف في التراث العربي ( والذي كان مقدراً له أن يكون في عشرة اجزاء ) ، وعمر بن عبد العزيز . فضلاً عن عمل ثالث هو : تحقيق كتاب الخلاف للطوسي . 

وارجو أن يرى النور قريباً ايضاً مشروع آخر انجزه قبيل وفاته ودفعه لاحد تلاميذه لنشره ، وهو ديوان هاشم الكعبي ( والذي لم يُطبع من قبل كاملاً وقد امتدت لبعض قصائده يد التحريف وامتلأ بالاخطاء المطبعية) .

ثمة مفارقة مؤلمة ، فقد كتبت جريدة الوسط البحرينيه عن تأثيره في البحرين حيث اقام بعد خروجه من العراق في 10 / 10 / 1980 ، وتأثير القاضي عبد الحسين الحلي ايضاً( المتوفى 1956) : ( والأمر المؤكّد، أن وجود هاتين الشخصيتين في البلاد، وما عُرف عن مكانتهما ونشاطهما العلمي، أنه أشاع نوعاً من الوعي التاريخي عند البحرينيين وفتح أذهان الجيل الشاب على التراث العربي والإسلامي في البلاد، ومهّد الطريق لبروز عددٍ من المشتغلين بالتحقيق، وهي عملية أثمرت ظهور جزء من التراث العلمي المخطوط والمغيّب أو المركون – لسنوات طويلة - في الزوايا والمكتبات الخاصة في داخل البحرين وخارجها ).لكنه للاسف في بلاده غير معروف على نطاق واسع ، خارج النخب الادبيه وعلماء الدين ، والذين للانصاف كتبوا عنه وعن كتبه الكثير من الدراسات والمقالات والمؤلفات ، وآخرها اطروحة دكتوراه من جامعة البصرة ، للدكتور هاشم عبد الحكيم الصافي .

الأمر الثاني، لابد من الاشارة لسرقات كثيرة من كتابه : مصادر نهج البلاغة واسانيده ( 4 اجزاء ) ، الذي صدرت طبعته الاولى عام 1966 ، بعد جهد حثيث استمر أكثر من 15 سنه ، والذي قال عنه الشيخ محمد مهدي شمس الدين :     (لعل أخر دراسة توثيقية هامه وشاملة (عن نهج البلاغة ) اتبع فيها منهاج النقد الخارجي هي دراسة الأستاذ السيد عبد الزهراء الخطيب التي نشرها في كتابه مصادر نهج البلاغة وأسانيده) .

اما الدكتور حامد حفني استاذ كرسي الادب العربي بجامعة عين شمس فقد قال : (كان السيد عبد الزهراء الحسيني من اشد الباحثين عنايه بفهرسة هذه المصادر واكثر جمعا و إحصاءا لها في كتابه القيم ( مصادر نهج البلاغة واسانيده )).لقد عمد بعضهم الى النقل منه في رسائلهم الجامعيه مع اضافة ما أجاد عليهم به الانترنت ، دون الاشارة اليه ، او ربما ذكروه في ذيل مسرد مراجعهم كمصدر غير اساسي .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن