24 Jan
24Jan


١-إزدادت في الاونة الاخيرة حملة استهداف بيوت وشقق سكنية أو شبه سكنية تقع في أحياء شعبية أو مناطق راقية يسكنها أشخاص ومسؤولون أمنيون واقتصاديون وقادة ميدانيين في مؤشر لحرب من نوع جديد تسمى (حرب المنازل)


٢-المسؤول هو كبقية الناس له منزل ويسكن فيه مع أسرته ليمارس حياته الخاصة فيه وله جيران ومحلة يتفاعل معها وتلك طبيعة الاشياء فمن غير المعقول ان يقضي المسؤول حياته في خندق او ميدان او معسكر وله عائلة تحتاج المدرسة والمستشفى والجامعة والمسجد وملاعب الاطفال


٣-يمكن للمسؤول ان يتخفى تحت اسم حركي يستعين به في حركته العامة لوحده ولفترة زمنية محددة تنتهي عندما يحتاج الابناء الى أوراق ثبوتية لانجاز معاملات المدارس ومراجعات المستشفيات وغيرهن


٤-من هنا تبرز أهمية المحلّة (منطقة السكن)في توفير الامن وسلامة الحركة للمسؤول والتي باتت تعرف بإسم (البيئة الحاضنة) والتي تستمد سلامتها (الجسدية)من الانسجام المجتمعي او العقائدي وسهولة المسح الامني لها من قبل جهة الشخصية التي تسكن فيها


٥-هناك بيئة اخرى توفرها البنايات الشاهقة والابراج السكنية لسعتها وعدم الاختلاط والتعارف المسبق بين سكانها خصوصاً في الاحياء الغنية والحديثة وهذا النوع من السكن يلائم الشخصيات الاجنبية والاشخاص الذين يتحركون قليلا في الخروج والدخول الى المسكن او الشقة


٦-من القدم كان للمنزل الشخصي حرمة ومهابة ويعتبر (مقدساً)لدى مختلف الاقوام والشعوب قبل ان تفسده رجال السلطة من الامن والمخابرات في هجماتها للقبض واعتقال المعارضين لأنظمة الحكم في عملية بث للرعب وارهاب لكل من يسكن في الدار فكانت الاستباحة لكل الخصوصيات ولو كان المقصود تحت شبهة التهمة او الاحتمالات


٧-يحرص اليهودي على بيته وحرمة الدخول اليه الا لخاصته ولكن في نفس الوقت يستبيح اليهودي بيوت الاخرين من المسلمين وغيرهم تحت شعار ديني يبيح لهم ذلك (ليس علينا في الاميين سبيل)أي ليس علينا حرج في استباحة اموالهم وبيوتهم وأعراضهم بأنانية بالغة وشعور استعلائي مضمخ بالحقد والتكبر


٨-في يوم السبت لايخرج اليهود من بيوتهم طبقاً لتعاليمهم الدينية وهناك من يجيز لهم الخروج في حالات الطوارئ والتهديد الحياتي فهم أحرص الناس على حياتهم أما الامر العام لهم فهو البقاء في المنازل يقترب من العبادة والالتزام بالتعاليم اليهودية ومنهم من لايخرج من داره ولو تحت أقسى الظروف


٩-بادرت (إسرائيل) في استهداف من تعتبره خطراً عليها ولو كان في بيته عبر الطائرات المسيرة او المقاتلة او الصواريخ البعيدة ليتلاشى البيت وأهله بهذا الاسلحة الذكية التي يربط عليها جهاز استدلال صغير (جي بي أس) يسترشد على هدفه عن طريق عميل او مندس او خائن يزوده بهذه المعلومات بسرعة فائقة


١٠-حرب المنازل يمكن إضافتها الى مجموعة من الحروب تسمى(الحروب القذرة)التي تفتقد الى المحددات والمحاذير في مجريات أمورها خصوصاً حين تختلط الدماء للصغير والكبير وتتهاوى الحيطان على ساكنيها وهم في غرف نومهم بقسوة شديدة


١١-الى الان رغم حراجة المواقف لم ترد معظم الدول والفصائل المستهدفة بنفس الطريقة التي يشت بها العدو اغتيالاته لاسباب متعددة يكون من ضمنها (حرمة المنازل)وشرف المنازلة وأخلاق الفارس التي تلتزم بكل المعايير في منازلتها الوجودية فتحرم على نفسها صناعة أسلحة الموت الجماعية فضلاً عن استخدامها في دك منازل الاخرين بشهية الانتقام واحتقار الاخرين


١٢-إعتاد الكيان الصهيوني على هدم منازل كل من يقوم بعمل ضد اسرائيل في عملية تحطيم نفسي لعوائل المقاومين وقذفهم الى ساحات المجهول وتلك عقوبة قاسية تختزن الكثير من الالم والوخز في قلوب وضمائر الابرياء


١٣-لقد قبّلَ شعراء وعشاق العرب على مر العصور بيوت وجدران وأطلال بيوت محبيهم من الاولياء والعشاق بمشاعر طافحة حد البكاء والنحيب ولطالما تلفتت قلوبهم بعد ان تلفتت عيونهم وهم يبتعدون عنها على أمل العودة اليها بشوق بالغ
(وتلفتت عيني فمد خفيت عنها الطلولُ تلفتَ القلبُ
ويبدو ان العدو الغادر تنبه الى عشق المنازل فانهال عليها وعلى بقاياها وساكنيها بموت تدميري يدفن المكان والمكين في حفرة واحدة (لكي لاتبقى لهذه المنازل منازل في قلب المتنبي وأحفاده بعد حين )


النائب عباس الجبوري لجنة العلاقات النيابية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن