حسين العادلي
• يبدو أنّ الدِّيمُقراطيَّةَ عنوانٌ مُهذَّبٌ لأكذوبةِ «حُكمِ الشَّعب»، وأنَّ الإرادةَ العامَّةَ للشَّعبِ ليست سوى صورةٍ مُتخيَّلَةٍ لِلُعبةِ السِّياسةِ الَّتي تتحكَّمُ فيها قُوى التَّأثيرِ والتَّوجيهِ الأُوليغارشي!
• الأُوليغارشيَّةُ هي جوهرُ القُوّةِ المُهيمِنةِ على السِّياسةِ، وفيها تكونُ السُّلطةُ محتكَرة بيدِ فئةٍ صغيرةٍ تتمتَّعُ بالقُوَّةِ؛ سواءٌ كانت قُوّةَ المالِ أو النَّسَبِ.. الخ.ويبدو أنّ الدِّيمُقراطيَّةَ ذاتَها قد وُضِعَت في خِدمتها!
• يُمارسُ الشَّعبُ لعبةَ الدِّيمُقراطيَّةِ، ويظنُّ أنَّهُ الصّانِعُ والمُتحكِّمُ والمُنتِج، لكنَّ قُوى المالِ والنَّسَبِ والنُّفوذِ تَرسُمُ لهُ المَساراتِ مِن حيثُ يَدري أو لا يَدري!
• الأُوليغارشيَّةُ ـ يا سادةُ ـ ليست نقيضَ الدِّيمُقراطيَّة، بل رُوحُها السِّرِّيَّةُ؛ فهي الَّتي تُنتِجُ الحُكمَ وتُوجِّهُه، وتُبدِّلُ الأقنِعةَ دونَ أن تُبدِّلَ الوجوه، وتُغيِّرُ الوجوهَ دونَ أن تُغيِّرَ المَسار!
• في المبدأِ، الشَّعبُ مالكُ السُّلطة، وفي الواقعِ، هو مُستأجِرٌ لِلُعبةٍ تتجدَّدُ بعقدِ انتخاباتٍ دوريٍّ!في تلكَ اللُّعبةِ، تتداولُ نُخَبُ القُوّةِ الكراسيَ كما تتبادَلُ الشَّركاتُ أسهُمَها،.. ويبقى الشَّعبُ ـ«صاحبُ الشَّركةِ» إسماًـ مُساهِماً هامشيّاً، يُستَحضَرُ صوتُهُ يومَ الاقتراعِ، ثمَّ يُعادُ إلى مَقعَدِ المُشاهِدِ، يُصفِّقُ، ويَدفَعُ ثمنَ التَّذكِرَةِ… لِيُشاهِدَ نَفسَه في اللُّعبة!
• ما لم تتحرَّرِ السِّياسةُ والسُّلطةُ من الأُوليغارشيَّةِ صاحبةِ القُوّةِ والنُّفوذ، فستبقى الشَّعوب ضحيَّةَ اللُّعبةِ، وتبقى دِيمُقراطيَّتها رِئةَ الاحتيالِ الَّتي تَتنفَّسُ مِن خلالها الأقليَّةُ سُلطةَ حُكمِ الأكثريَّة!