05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
21 Apr
21Apr


ارتبط مفهوم المحتوى الهابط بظهور مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت  ويمثل هذا النوع من المحتوى ظاهرة تسيء إلى قيم المجتمع وتتجاوز الذوق العامان المحتوى الهابط سلوك غير مقبول يخترق خصوصية المنازل من خلال المنصات الرقمية، ويعتدي على القيم الاجتماعية بلا احترام للحرمات أو شعور بالمسؤولية.
على مدى السنوات الخمس الأخيرة، بدأت كليات الإعلام تطرح هذا المفهوم بين طلبتها لتوعيتهم بمخاطر اللجوء إلى إنتاج محتويات هابطة حيث يتحمل طلبة الإعلام مسؤولية أساسية في تشكيل وعي المجتمع وتعزيز القيم الأخلاقية من خلال الإعلام الهادف. كما يتم التركيز في المناهج الأكاديمية على التربية الإعلامية الرقمية، لتعزيز مسؤولية الطلبة تجاه المجتمع بوعي إعلامي ورؤية اجتماعية ناضجة.
شهدت الساحة الإعلامية مؤخرًا انفجارًا في انتشار الفيديوهات التي تروج للفوضى والبذاءة، حيث تعددت أنواع صناع المحتوى الهابط بين الفكاهيين المبالغين، ومروجي الانحلال الأخلاقي في مجتمع محافظ عشائري ملتزم بالعادات والتقاليد الاصيلةوغيرهم ممن يسعون للشهرة بأي ثمن، مما أدى إلى تدهور في القيم الاجتماعية وانتشار فكر منحرفة ذات مردودات سلبية على الشارع العراقي
وهنا اود ان أشير الى ان بعض القنوات الفضائية أيضًا ساهمت في تعزيز هذه الظاهرة من خلال تسليط الضوء على هذا النوع من المحتوى لتحقيق الشهرة وزيادة عدد المتابعين، في انعكاس لذات السلوك الذي يسعى إليه بعض الشباب من خلال البحث عن الطشة بالمفهوم الشعبي العراقي.
وبالرغم من  جهود وزارة الداخلية والقضاء في التصدي لهذه الظاهرة السلبية  تظهر الحاجة إلى تفادي النظرة الأحادية في تفسير المحتويات الرقمية. من الضروري أيضاً التمييز بين المحتوى الذي يهدف إلى النقد البناء لتحسين الوضع العام والمحتويات المسيئة التي تروج للانحطاط.
ومن هذا المنطلق  يُوجه الخبراء في الإعلام دعوة إلى الجهات المعنية لوضع معايير واضحة تفرق بين المحتوى الهابط والهادف، لضمان الحفاظ على الديمقراطية وحرية التعبير التي يكفلها الدستور العراقي  كما يتم التأكيد على أهمية تشريع قوانين جديده خاصة بالنشر الإلكتروني يُصاغ بمشاركة خبراء الإعلام والقانون ومنظمات حقوق الإنسان لضمان تحقيق التوازن بين مصلحة الحكومة وحقوق المواطنين.

ايمن محمد

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن