01 Nov
01Nov


حُسَين العادلي


*لا عَورةَ للحقيقة؛ وإن لم تكن الحقيقةُ عاريةً، فقد خانتِ الحقَّ وغشَّتِ الخلق.*
• إن لم تكن الحقيقةُ عاريةً، فقد خانت (المطلقَ) *الحقَّ*، وغشَّت (المجتمعَ) *الخلقَ*. وإذا لبست الحقيقةُ ثوبَ الزخرفة أو التحريف أو التجميلِ السياسيِّ والاجتماعيِّ، فقد فقدت حقيقتَها.


• الحقيقةُ لا تَخدَعُ ولا تُخادِعُ؛ فإن فعلت، خانت، وخيانتها الأولى خيانةُ المبدأِ *(الحقِّ)*، والثانية خيانةُ الناسِ *(الخلقِ)*، لأنَّ كلَّ تزويرٍ للحقيقة يُضلِّلُ الضميرَ ويشوِّهُ الوعي.


• ما يُستَحى من كشفِه في الإنسانِ، يُستَحى من سترِه في الحقيقة؛ *فسترُ الجسدِ أخلاقٌ، لكنَّ سترَ الحقيقةِ نفاقٌ.*وما يُعَدُّ عيباً في كشفِ الجسدِ هو عينُ الكمالِ في كشفِ الحقِّ.إنَّ الصدقَ فعلُ كشفٍ، والزيفَ فعلُ تغطيةٍ، وفي لحظةِ السترِ، تفقدُ الحقيقةُ براءتَها، وتتحوَّلُ إلى خديعةٍ نبيلةٍ في الظاهر، خائنةٍ في الجوهر.


• الحقيقةُ لا تُجمَّلُ ولا تُدارى؛ فجوهرُها أن تُعرِّي الأشياءَ من أقنعتِها لا أن ترتدي قناعاً.*وحين تستترُ الحقيقةُ بحجابِ المصلحةِ أو الخوفِ أو المجاملة، تتحوَّلُ من كاشفةٍ إلى متواطئةٍ، ومن نقيّةٍ إلى مُخادِعةٍ.*


• الحقيقةُ بالحجابِ إذن تُخونُ “الحقَّ” الذي وُجِدت لتُعبِّرَ عنه، وتغشُّ “الخلقَ” الذين يركنون إلى صدقِها.*فكلُّ حقيقةٍ لا تجرؤ على العُري الكامل، تفقدُ اسمَها ومشروعَها معاً*، لأنَّ السترَ هنا ليس خُلُقاً، بل تواطؤٌ مع الزيف.


• الحقيقةُ لا تعرفُ الحجابَ؛ فسترُها تزويرٌ، وتجميلُها مُداهنة.*كلُّ حقيقةٍ تخشى انكشافَها كذبٌ مُهذَّبٌ باسمِ المصلحة*، ومَن يُؤجِّلُ كشفَها يُؤجِّلُ نُضجَ الضميرِ وقيامَ العدل.


• الحقيقةُ العاريةُ صعبةٌ، لكنَّها وحدَها تُطهِّرُ الوعي، وتُنقِّي المسيرة، وتجعلُ بناءاتِ الحياةِ حقيقيةً وتكامليةً.*وما استترَتِ الحقيقةُ إلّا حينَ سادَ الزيفُ، وتحوَّلَ الخوفُ إلى فضيلةٍ، والنفاقُ إلى ضرورةٍ.*نحنُ، وبسترِ الحقيقة، إنّما نتعرّى من المعنى والكمال!
• فمَن نَشَدَ التحوُّلَ وطلبَ التَّغيير، فعليه أن يُمزِّقَ كلَّ لباسٍ للحقيقة، ويجعلَها عاريةً كما خُلِقَت.*ما ندفعُه من أثمانٍ بحجابِ الحقيقةِ وحجبِها، يفوقُ ما ندفعُه من ثمنٍ بعُريها المطلق!*

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن