20 Jul
20Jul


د سلمان الجميلي

في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا، وما يشهده المشهد من تدخل إسرائيلي سافر تحت ذريعة “حماية الأقليات”،تتزايد المخاوف من تكرار هذا السيناريو في دول عربية أخرىهذا القلق مبرّر، خاصة في ظل اختلال ميزان القوىبين إسرائيل ومحيطها العربي، واستمرار الدعم الأميركي لتفوقها العسكري على جيرانها، ما يفتح الباب واسعًا أمامتدخلات أحادية دون رادع دولي فعّال.

أمام هذا الواقع، يصبح من الضروري على الدول العربية، ولا سيما دول “الاعتدال العربي”، أن تتحرك بفاعلية وجديةلسدّ الفراغات السياسية والأمنية التي غالبًا ما تُستخدم ذريعة لتبرير التدخلات الخارجيةولعل أولى خطوات هذاالتحرك هي تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، التي تم توقيعها عام 1950، وتأسيس قوة طوارئ عربية قادرةعلى الانتشار في المناطق المتوترة، سواءً لملء فراغ السلطة أو لحماية المدنيين، وبالتالي قطع الطريق أمامالتدخلات الأجنبية تحت لافتات إنسانية أو أمنية.

تشكيل مثل هذه القوة لا يمثّل فقط رادعًا للعربدة الإسرائيلية، بل سيكون أيضًا أداة فاعلة لمواجهة مختلف أشكالالتدخل الإقليمي والدولي التي تهدد استقرار العالم العربي

ويمكن أيضًا النظر في دور محتمل لهذه القوة في غزة،عبر المساهمة في ملء الفراغ الأمني، وتوفير الحماية للسكان المدنيين من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة.

وفي هذا السياق، جاء بيان وزارة الخارجية السعودية، الذي أدان الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، مدعومًا من دولعربية فاعلة إلى جانب تركيا، كمؤشر إيجابي على تنامي التضامن السياسي العربي – الإسلامي في مواجهة القضاياالتي تتعدى آثارها حدود الدولة المستهدفة.

هذا البيان يمكن أن يشكّل بداية لتحول سياسي حقيقي، ومقدمة لمبادرات أوسع تهدف إلى تشكيل منظومة أمنيةعربية متكاملة، قادرة على ردع أي معتدٍ، وتحقيق الاستقرار والسلام، وإعادة الاعتبار لدور العرب في حماية أمنهمالقومي، بعيدًا عن الارتهان للضمانات الخارجية التي أثبتت مرارًا حدود فاعليتها

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن