05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
30 Jun
30Jun


الاستــــاذ الـــــدكـــتور خـــــــــالد حمزة المعـــينـــي

مدير مركز دجلة للدراسات والتخطيط الاستراتيجي

 اذا كان المقصود ، بالبنية الفوضوية للنظام الدولي هو غياب سلطة دولية (ما فوق الدول) او مؤسسات دولية للضبط ، وظيفتها (الحل أو الحد او الحيلولة دون ان يؤدي تعارض مصالح الدول المتضاربة الوصول الى نقطة الصدام العسكري ، كما في وظيفة (عصبة الأمم) بعد الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) والتي فشلت كمؤسسة ضبط دولي دون الحيلولة في قيام الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) والتي تشكلت على أثر خسائرها البشـرية الهائلة (الأمم المتحدة) كحكومة عالمية من خلال مجلس الامن وابواب الميثاق (السادس والسابع) لمنع أي تهديد للسلم والأمن الدوليين ، فأنه من الواضح على ضوء حروب (أوكرانيا 2022 ، غزة 2023 ، الحرب الإيرانية – الإسرائيلية 2025) ان الأمم المتحدة باتت مؤسسة عاجزة ومشلولة كلياً في ضوء تحكم الدول العظمى ، وباتت هياكلها متخلفة عن طبيعة متغيرات ومستجدات التحديات الدولية وغير قادرة على منع او تفادي قيام حروب فيها خروقات جسيمة للقانون الدولي، و يمكن بهذا الصدد تشبيهها بما آل اليه دور جامعة الدول العربية (كمنظمة إقليمية)لا تتعدى مقرراتها سوى حبرا على الورق . مما تقدم فإن طبيعة النظام الدولي في طريقه (في ظل شلل وعجز مؤسسات الضبط الدولية القائمة ((الأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية ، المحكمة الجنائية الدولية)) 


وفي ظل بـروز قوى فاعلة من غير الدول تستطيع تعظيم قوتها عبر تكنولوجيا السلاح المطعمة بالذكاء الاصطناعي رغم انها دول صغيرة او مجموعات متطرفة أو ربما حتى افراد ، فأن النظام الدولي في ظل هذه المتغيرات قد يهبط باتجاه بنية دولية (فوضوية) وبحالة من السيولة وعدم اليقين لا يمكن التنبؤ بنتائجها او حسابها بدقة كما كان هذا الحال سابقاً من خلال قياس عناصر القوة الملموسة وغير الملموسة للدول كوحدات يتشكل منها النظام الدولي حصرياً . من الواضح ان النظام الدولي يسير بقوة باتجاه معادلة توازن القوة، حيث ستتحكم القوى العظمى بالمشهد العالمي القادم ، وتدير مصالحها وفق هذه المعادلة في حين سيضمحل دور مؤسسات الضبط الدولية كالأمم المتحدة وملحقاتها ويتلاشى تدريجيا (مبدأ تساوي الدول وسيادتها في ظل ميثاق الأمم المتحدة ). 

  • يختلف مبدأ الأمن الجماعي عن مبدأ توازن القوى ، فعلى الرغم من إن كلاهما يسعى لحفظ السلم والامن الدوليين ، إلا إن الآلية تختلف ، حيث يعتمد مبدأ توازن القوة على إعادة توزيع القوة بين الدول بحيث لا تستطيع دولة لوحدها السيطرة على باقي الدول ، في حين يقوم مبدأ الأمن الجماعي على التعاون والتحالف بين الدول لمنع وردع أي إعتداء غلى أي دولة منظمة للتحالف .
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن