11 Dec
11Dec


د. علاء هادي الحطاب 

تشكل مراكز الدراسات ركيزة اساسية في تنمية المعرفة وتزويد الباحثين بمساحات واسعة من المعلومات والتفكير والمنهجية في سبيل تقديم خدمة للانسان باستثمار مختلف العلوم،  فاصبحت هذه المراكز في الدول المتقدمة هي العقل الذي تفكر به وهي الوسيلة التي من خلالها ترسم السياسات العامة، لذا اصبحت هذه المراكز محل اهتمام من تلك الدول.

 ملتقى بحر العلوم المعرفي الخيري، واحد من مراكز التفكير الفاعلة والمؤثرة والاكاديمية العراقية التي انجزت ملفات غاية في الاهمية من خلال دراسات وبحوث وملتقيات جمعت على طاولتها خيرة اكاديمي العراق ومفكريه، اؤلئك الذين لم يجدوا مؤسسة رسمية تهتم بتفكيرهم وافكارهم، نتاجاتهم، نظرياتهم، مؤلفاتهم، رؤيتهم لمستقبل البلاد في موضوعات عديدة تصب جميعها في خدمة الدولة والمجتمع والانسان. 

ملتقى بحر العلوم احتضن هؤلاء تحت سقف قاسم مشترك واحد وهو الاكاديمية المعرفية بعيدا عن اي تصنيف اخر، لذا تجد في قاعات نقاشه جميع المذاهب والقوميات والاديان والاحزاب، تنصهر جميعها في بوتقة خدمة العلم والمعرفة، وتحويلهما الى سياسات تخدم الدولة ونظامها السياسي ومنهما الى المجتمع والافراد. 

انجز هذا الملتقى نتاجات معرفية مسكوت عنها، او يُخشى التقرب منها، لكنه وضعها على طاولته الاكاديمية ليخرج بنتاج علمي ومعرفي واكاديمي، وكان ملف السيادة واحدا من تلك الملفات التي خَشي الجميع التقرب اليه.

 ولم يكتف ملتقى بحر العلوم بطريقه المعرفي والاكاديمي فقط، بل كان له دور انساني مهم، اذ اعتاد على تكريم العلماء والمفكرين في حياتهم، وعندما نقول تكريم، فهو بحق تكريم، يختلف عما عرفناه، من حيث الحضور والفعاليات والاخراج والتنظيم، كلها تدل على عمل منهجي احترافي، وليس مجرد استذكار او فعل ارتجالي غير مدروس، تكريم ملتقى بحر العلوم، ارتبط بالمنجز والابداع، لا بالعلاقات او المصالح الشخصية، وكان اخرها وليس اخيرها، تكريم الملتقى لاهم اساتذة الفكر السياسي في العراق والوطن العربي وهو الدكتور علي عباس مراد، لذا فحقا هذا الملتقى يمثل " بحرا " من العلوم، وهو يليق تماما بأسم آل بحر العلوم، تلك العائلة العلمية الكبيرة، التي انتجت كِبار العلماء والمفكرين، فهذا الملتقى يُعد مفخرة معرفية نفتخر بها وبما تقدمه من جهد معرفي اكاديمي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن