05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
19 Apr
19Apr



١- على طول الطريق من المطار الى فندق (إستقلال)..تنتشر الاعلام الايرانية الرسمية بكثافة وزيادة واضحة هذه المرة..ربما لتكريس الاعتزاز الوطني وزيادة في التعبئة الشعبية والوطنية  لما يحتاجه قادم الايام من طوارئ واستعداد وحشود بشرية..مشهد الطرق يختلف في هذه الزيارة التي تتقصى كل زاوية وتفصيل ومفردة في ايران ..بلد الخيوط الزاهية..والانفاس الطويلة..البعيدة في التاريخ..


٢-ايران التي نسمع عنها من بعيد ..فيها محاور للمتشددين والاصلاحيين ..تقترب كل يوم لتصبح كتلة واحدة..(كلها تشدد) برئيس انتخب اصلاحيا ..وانتهى متشدداً وأشد من غيره (وتلك سجية المتحولين)..بزشكيان (الكردي والطبيب ) أشعل شعلة (الزهد) حينما أقصى معاونه او نائبه عن مسيرة الحكم ..لسلوك (شخصي) في سفرة (خاصة) ..وعلل قراره ب(الترف) الذي لايليق بمسيرة(أبي تراب) التي تأنس بالزاهدين..وهو الملهم للعابرين على الزمان والمكان..

٣-ودعت طهران وزير خارجيتها عباس عراقجي ب(دعاء الفرج)..وكان على طول المسافة من طهران الى مسقط يتأمل بالسحاب الابيض المتناثر فوق الخليج في استغراق صامت  ..الى أن اقترب من قصر الاجتماع سمعه أحد مرافقيه يردد كلمات تشبه (الورد الصوفي )..ثم حمل حقيبته بيده وسار في ممر طويل..بخطوات سريعة..


٤-بدأت اجواء التحضير للكلاسيكو من جلسة ترامب و نتن ياهو.. حيث شرح ترامب الرحلة  الى باعتداد خاص ..بينما النتن ياهو اكتفى بالصمت المريب الذي يحتمل وجهين للقهر او التقهقر ..وبعد أن غادر نتن ياهو واشنطن ..شكّلَ ترامب فريق التفاوض مع ايران (بحرفية الربح) الذي ينتظره من سنين..


٥-الراصد الميداني للاجواء شاهد أسراب البعوض المحلق في سماوات المنطقة بكثافة وامنيات.. علّقوا عليها قلوبهم ونواياهم ومستقبلهم.. مرة بعقد قديمة وفشل حديث..ومرة بغباء باهت وأنانية طفولية..ترغب بالاستمتاع بالالعاب النارية على ضفتي الخليج ..لتخرس نشيج السياب الحنين..


٦--هناك من يريد ان يصنع سيناريو المحادثات كلها..وهناك من تواضع ليضع جدول الاعمال الامريكي .. وآخر  راح (يعيّر) الايراني قبل صفارة الحكم العماني ..بلكنة لاتشبه الفصحى ولا القراءات السبع للقرآن الكريم..


٧-المنخفض الجوي الامريكي ضرب اوروبا فزادها برداً الى بردها..والمنخفض السياسي الايراني ضرب الخليج والمتوسط بلسعة برد ..أجبرتنا على الذهاب الى الملابس الشتوية (نكويها وتكوينا ) من جديد..كان المنخفضان خارج التوقع وربما نقضي معهما (شباط في جسد نيسان)..وربما تمهيداً لصيف ساخن يلهب المياه في أحضان البحار (بلا ضفاف)..


٨-لماذا السبت..ربماوهو يوم عطلة في اميركا..ويوم عمل في ايران ..ويوم (حفلة وعبادة )عند اليهود..وهنا حين يتكرر السبت يصبح السفر في التاريخ مبرراً للبحث عن رواية لسبت خاصة او عامة..وتلك مهمة الفقراء والعجائز الجالسين على عتبات الدرج الاخيرة..


٩-من يفرح بالفشل؟ للمفاوضات الامريكية-الايرانية..يجيب اعلامي ايراني ..(الصين-الكيان الصهيوني-الهلال الاسرائيلي )- ويعني الدول التي طبعت مع الكيان أو تنوي التطبيع ..المفاجأة كانت (الصين) التي تريد لأمريكا ان تغرق هناك ..بعيداً عن سور الصين ..أما على مستوى الافراد..فعلق الاعلامي الايراني..(قد علم كل أناس مشربهم)..حسب المشرب والمأكل ..وهو كلام لايخلو من ترميز..


١٠-أمريكا تبدأ الحرب..وايران تنهي الحرب..هذا محور التثقيف الايراني في حال فشلت لقاءات مسقط..وحسب خبير ايراني قال(ايران تستعد لحرب عمرها ٥ سنوات)..وراح ينظّر لحرب اليمن وما أفرزت..طوال اكثر من عشر سنين ..


١١-شاهدتُ التثقيف على مفردات (الزهد والصبر وغزوة الاحزاب.. حرب صفين..فيتنام..)..وهي مفردات المجد بطعم الحنظل..خرجت من ايران ..بعد ان تأكدت ان (الايرانيين والامريكيين) ذاهبون لشهر عسل طويل على ضفاف الخليج ..وسيعودون بالكثير من الهدايا الجميلة للذين ينتظرونهم بشوق بليغ..


لاسفن للحرب فوق الخليج..الا بواخر النفط ..وسيعود الجندي ليلقي جسده المتشنج تحت أنامل ناعمة .. وتغني له اغنية..(هروب الدموع )بفرحٍ  راقصٍ وخفيف..أما شوارع طهران فلها حديث آخر لاتبوح به خشية من الحسد ..لانها على موعد مع (زائر مترف) ..ينتظره (البازار) الطهراني  من بعد صلاة الفجر..

عباس الجبوري - مجلس النواب العراقي

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن