كتب – عبد العليم البناء
يتواصل الحراك السينمائي العراقي غير المسبوق، وبجهود فردية تارة، وتارة بدعم من جهات متنوعة تسعى إلى دفع عجلة السينما إلى أمام والعمل على إعطاء الفرصة للسينمائيين العراقيين لكي يأخذوا فرصتهم في تكريس الخطاب السينمائي الفاعل..
وفي هذا السياق أنجز المخرج السينمائي الفنان باقر الربيعي أفلاماً روائية قصيرة عدة منذ عام 2009، من أهمها: (همسات الشياطين)، و(الجانب الآخر)، و(صورة)، و(البنفسجية)، وآخرها (ترانزيت)، إضافة إلى العديد من الأفلام الوثائقية،ومن أهمها : بعد خمس دقائق، على مشارف مشبالو، بئر الأموات، باخمرا، ونالت هذه الأفلام اهتمامَ نقّاد وصناع السينما فضلاً عن المتلقين والمهتمين بها، واستطاعت الوصول إلى مهرجانات محلية وعربية وعالمية، حققح من خلالها الربيعي حصاداً وافراً من الجوائز المتنوعة، وبرقم قياسي لم يسبقه إليه أحد من المخرجين العراقيين.
المخرج باقر الربيعي انتهى – مؤخراً – من إنجاز فيلمه الوثائقي الطويل (سمبل) الذي يُقدّم فيه نظرة أخرى عن الحرب التي خاضها أبناء شعبنا العراقي ضد عصابات داعش الإرهابية، ويجسد فيه بعضاً من مآثرهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتخليدها.
الربيعي تحدث عن الفيلم قائلاً : الفيلم الوثائقي (سمبل) هو أول فيلم وثائقي طويل أقدمه بزمن ٥٥ دقيقة، ويتناول قصة بطولية واقعية عن أحد شهداء لواء علي الأكبر، الشهيد محمد إسماعيل الملقب بسمبل، وهو من أهالي الشرقاط.، التحق مع إخوانه في الجبهات ابتداءً من معارك بيجي، وانتهاءً بمعارك قادمون يا نينوى في تلعفر.
وأضاف الربيعي : في هذا الفيلم أعدنا تجسيد عدد من المشاهد الحقيقية بشكل درامي، وشارك فيه نخبة من الفنانين العراقيين.
العمل من إنتاج مجموعة قنوات كربلاء الفضائية بالتعاون مع شعبة التوثيق الحربي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
و أدار تصويره الفنان محمد كامل، والإدارة الفنية للفنان بشار فليح، والمونتاج للفنان مصطفى طالب، أما بطولة الفيلم فكانت للفنانين: حسين شكري، ورجاء الشجيري، ووليد العبوسي.
وأوضح الربيعي : تم عرض الفيلم للمرة الأولى في قاعة خاتم الأنبياء داخل العتبة الحسينية المقدسة، في عرض خاص تم خلاله تكريم عائلة الشهيد.
وكان حضور رؤساء الأقسام كاملاً، وقد عبّروا عن إعجابهم الكبير بالفيلم، وأكدوا أهمية دعم هذا النوع من التوثيق الذي يعيد تسليط الضوء على حقبة حساسة ومهمة في تاريخ العراق ، وتم عرضه في القناة الوثائقية التابعة لمجموعة قنوات كربلاء …
وعلى صعيد آخر يستعد المخرج باقر الربيعي لإنجاز المسلسل التلفزيوني الجديد (شيخ القناصين) وعنه قال : يستعرض المسلسل الذي يقع في ست حلقات تلفزيونية، يستعرض المسلسل السيرة البطولية للشهيد المجاهد (أبو تحسين الصالحي)، مسلطين الضوء على مشاركته في ملحمة الدفاع المقدّس ضد تنظيم داعش الإرهابي، في واحدة من أشد المعارك التي خاضها الشعب العراقي في تاريخه الحديث.
وأوضح الربيعي : تستند الأحداث إلى التحرك الجهادي الذي لبّى فيه الشهيد ورفاقه من أبطال العراق نداء المرجعية الدينية العليا، حين أعلن سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) فتوى (الجهاد الكفائي)، ودعى فيها أبناء الوطن إلى حمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعِرض والمقدسات، وحمايةً لأبناء الشعب من مختلف أطيافه."
وتابع الربيعي : تم تأليف النص من قبل غرفة الكتابة للكاتب المحترف مصطفى الركابي والكاتب علي كزار وحاولنا بناء أسلوب (نصي) مناسب للقضية (محليا)، وفي الوقت نفسه لا يقل من الناحية التقنية عن الأعمال المتطورة في (الدراما العالمية) من خلال أسلوب عرض الأزمنة المتداخلة والمفهومة لدى المتلقي ..
وأكد الربيعي : يُعد هذا العمل أول مسلسل درامي حربي عراقي يُقدم مشاهد المعارك بشكل مستمر في جميع حلقاته، وهو من إنتاج العتبة الحسينية المقدسة، ومجموعة قنوات كربلاء الفضائية، وشعبة التوثيق الحربي لموسم العام القادم، ويتميّز بأسلوب فني واقعي يُحاكي أجواء الحرب بتفاصيلها الإنسانية والميدانية.