ضيفت النسخة الخامسة من مؤتمر (إكس بي) لمستقبل الموسيقى في حي جاكس بالرياض نخبة من قادة الصناعة الموسيقية والمواهب الصاعدة، محتفية بخمسة أعوام من التأثير البارز في المشهد الموسيقي الإقليمي. وقدّم المؤتمر برنامجًا غنيًا امتد على مدار ثلاثة أيام، شمل حوارات متخصصة، ورش عمل، عروضًا حية، ما رسّخ دوره كمحرك رئيسي لتطوير صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في إحدى الجلسات الحوارية، تحدّث الموسيقار العالمي نصير شمة عن مسيرة (بيت العود) الذي أسسه في مصر عام 1998، قبل أن يتوسع لاحقًا بفروع في أبو ظبي، بغداد، الرياض، والإسكندرية. وعبّر شمة بفخر عن تخرّج أجيال من العازفين المتميزين، لافتًا إلى أن بعض خريجي المعهد أصبحوا اليوم مدرسين فيه.
وكشف عن موقف لافت عقب افتتاح (بيت العود) في الرياض، فقد تقدّم أكثر من 3000 طالب للالتحاق بالمعهد، إلا أنه استطاع قبول 160 طالبًا فقط لعدم توفر فصول ومعلمين كافيين.
وأضاف: طلب مني وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان قبول جميع المتقدمين، لكن الأمر كان خارج استطاعتي، فطلبت منه توسعة المدرسة لاستيعاب الجميع.
تحدّث شمة أيضًا عن علاقته بمدينة العُلا التي وصفها بالمُلهمة، مشيرًا إلى أنه ألّف معزوفات موسيقية عدة تحمل روح المكان وجماله، وتم تسجيلها لتعكس سحر المدينة التاريخية. وأكد شمة أنه يشجّع العديد من الموسيقيين على زيارة العلا لاستلهام أعمالهم الفنية منها، موضحًا أنه قدم في حفله الأخير بأبو ظبي مجموعة من المقطوعات المستوحاة من المدينة. استعاد شمة واحدة من أبرز محطاته الفنية في القاهرة، قائلاً إنه عندما قدّم أول حفلة له في دار الأوبرا المصرية طُلب منه العزف بمرافقة فرقة موسيقية كاملة، لعدم تعوّد الجمهور المصري الاستماع إلى عزف منفرد على العود.لكنه أصر على تقديم الحفل بمفرده، ليفاجأ بالإقبال الكبير، فقد تم تخصيص أربعة عروض كاملة العدد.كشف شمة عن استعداده لإحياء حفله الثاني احتفالًا بمئوية دار القضاء العراقية، مؤكدًا أن الحفل سيقام في بغداد بحضور نخبة من قضاة العراق، وأنه يعمل على تأليف أعمال موسيقية خاصة بهذه المناسبة الوطنية. على مدى الأيام الثلاثة، قدّم مؤتمر (إكس بي) هذا العام برنامجًا قياسيًا شمل 101 جلسة و20 ورشة عمل، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا يمثلون 39 جنسية، بينهم 125 متحدثة و159 متحدثًا.