09 Feb
09Feb

كتب – المحرر الفني

 بعد سلسلة من النجاحات البارزة التي أنجزها الموسيقار العالمي نصير شمة، وتكريسه لإبداعاته الكبيرة والمميزة في عوالم الموسيقى وتفرده في العزف على آلة العود، وخوضه لتجارب ومبادرات إجتماعية مغايرة كان من أبرزها (مبادرة ألق بغداد) التي كانت من أولى المبادرات، التي أضفت لمسات جمالية وعمرانية وسياحية على العاصمة بغداد، وتكللت بعشرين ساحة في جانبي الكرخ والرصافة، من خلال إعادة تأهيلها بأحدث منظومات الإنارة والكهرباء والسقي والنافورات الراقصة والملونة والموسيقية والمرات والمماشي والحدائق والزهور والنصب والتماثيل، فباتت ومازالت متنفساً لعوائل بغداد الحبيبة بكل شرائحها، ناهيك عن مبادرات إنسانية واجتماعية وثقافية وصحية وتعليمية وزراعية بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والبنك المركزي، ورابطة المصارف العراقية الخاصة، وأمانة بغداد، فضلاً عن عدد من وزارات الدولة والمحافظات، وشملت النازحين والعوائل المهجرة والأهوارومكافحة التصحر وغيرها، لاسيما في محافظات نينوى وبقية المحافظات التي اجتاحتها عصابات داعش الإرهابية، دون أن ننسى سعيه المتواصل لإعداد وتخريج المئات من عازفي العود والآلات الموسيقية المتنوعة في بيوت العود في أكثر من عاصمة عربية كان آخرها بيت العود العربي في العاصمة بغداد التي تجري الإستعدادت لإفتتاحى في دار الوالي الى القرب من مبنى القشلة وشارع المتنبي والذي سيصبح مركزاً ثقافيا متنوعاً وفي خدمة شرائح الثقفين والفنانين كافة..ليكون نصير شمة بذلك عنواناً بارزاً للمثقف العضوي الذي يوظف إبداعاته لخدمة المجتمع ليس فقط بفنه وإبداعه وإنما بدوره الإجتماعي والثقافي النافع والمفيد للشعب والوطن فضلاً عن الثقافة والفنون وكل القوى الناعمة في البلد..  

ولكي يعبر عن شموليته في ساحات الفنون والإبداع وبالذات الفنون التشكيلية وعكس تجاربه فيها والكشف عن إتقانها بدراية وخبرة متراكمة.. ، إسكمالاً لدوره الإنساني كفنان أولاً، وكسفير اليونسكو للسلام، والسفير فوق العادة للموسيقى العربية،  يضيف غاليري الاتحاد بالعاصمة أبوظبي يوم الأحد المقبل الحادي عشر من فبراير (شباط) الجاري المعرض التشكيلي الأول لأستاذ العود العربي الفنان الدكتور نصير شمّه، الذي يقام تحت عنوان  (رؤية وحياة: أربعون عاما من الألوان) ويشمل أكثر من 60 عملاً فنياً بمواد لخامات متعددة، أنجزها الفنان خلال السنوات الماضية، ويستمر المعرض لغاية ٨ آذار 2024. ويحتوي المعرض على مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الطبقات المتراكبة والسطوح الغنية والكثيفة، وإن كانت تتعدد في استخدامها الخامات الفنية في العمل الواحد، في ما يشبه محاولة نصير شمة لتفكيك العمل الفني إلى أجزاء ذات علاقات بنيوية أسلوبية، وهو صاحب رسالة الدكتوراه المعنونة (الأسلوبية موسيقيّاً). أكد صاحب غاليري الاتحاد، خالد صدّيق المطوّع:"إنّ معرض نصير شمة التشكيلي الشخصي، يُعدُّ فتحاً من فتوحاته في اللون واللوحة والتركيب الفني، كما اعتدناه في الموسيقى أداءً وبحثاً وتأصيلاً وتأريخاً، ويستقرئ نصير العمل الفني عن مآلاتِه المفاهيمية، ومكانته الوجودية ككيان رديف للفنان نفسه، أيا كان شكل هذا الكيان، لوحةً أم آلةً أم وتراً يعزف موسيقى وينزف معاناةً وأملاً بعد ألم". 

وأضاف: "لا يختلف اثنان في أن نصير شمّه مشروع متكامل موسيقياً، واليوم سنعرف جهة أخرى من نصير التشكيلي برهانات فنية مغايرة ومتماسكة وعالية، الجهة التي لم يكن يعرفها إلا القلة من أصدقائه، ويسعدنا في غاليري الاتحاد أن نشارككم هذه المساحة الخاصة والتي استغرقت نصف حياة كاملة، وستكتمل الصورة بإصدار كتاب فخم يتناول تجربة الفنان ورهاناته الجمالية في التشكيل".

 وأوضح نصير شمة: "أنّ اشتغاله على اللوحات بهذه الطريقة دون سواها، مردّه إلى مجموعة من العوامل الدافعة لهذا الاشتغال، وأولها اهتمامه بالإنسان الذي يعاني المجاعات والحروب والكوارث الطبيعية في جدلية الوفرة والندرة، لدوره الإنساني كفنان أولاً، وكسفير اليونسكو للسلام، والسفير فوق العادة للموسيقى العربية".

 وذكر أن ثاني دوافعه يتمثل في وفائه وولائه للمكان الذي احتضنه وقدّم إليه الكثير خلال مسيرته الفنية ودوره مديراً لبيت العود العربي في أبوظبي، المكان الذي شهد إنجاز أغلب أعماله التي يتضمنها المعرض، مع ما يعنيه ذلك من علاقةٍ حميمةٍ بالعود، صناعةً وعزفاً ودراسة، وكيف تؤدي الموسيقى والفنون بشكل عام، إلى تهذيب الطاقات، فضلاً عن قدرتها على تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية.

 وبيَن أن دافعه الثالث والأبرز فيتمثل في علاقة الخامات المستخدمة في الأعمال الفنية والتي يأتي أغلبها من صناعة آلات العود ومخلفاتها في بيت العود بأبوظبي، حيث يستخدم نصير المخلفات لإعادة إحياء واستخدام مادة الخشب الطبيعي التي يمكن أن تحمل دلالات رمزية عالية للشجر والطبيعة الأم، ومسؤولية الفنان قبل أي إنسان آخر، في ترسيخ مفاهيم الاستدامة والحفاظ على الطبيعة والارتقاء بالوعي البيئي، انسجاماً مع إعلان رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تمديد مبادرة (عام الاستدامة) لتشمل عام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من نجاحات خلال عام 2023، متزامناً مع (يوم البيئة الوطني) في الإمارات، وفي إطار التزامها بأهداف التنمية المستدامة في المجالات كافة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن